الحكومة السودانية تقول ان المظاهرات السلمية انحرفت عن مسارها بفعل مندسين لتتحول إلى نشاط تخريبي
2018/12/21
الساعة 02:00 مساءً
حكومة السودانية تتهم "مندسين" بتحويل المظاهرات إلى أعمال تخريبية
اتهمت الحكومة السودانية اليوم الجمعة من أسمتهم بـ " مندسين" بتحويل التظاهرات السلمية على ارتفاع الأسعار إلى أعمال تخريبية، وذلك إثر مقتل ثمانية أشخاص في الاحتجاجات التي شهدتها البلاد خلال اليومين الماضيين.
وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية بشارة جمعة في بيان نقلته وكالة السودان للأنباء إن "المظاهرات السلمية انحرفت عن مسارها وتحولت بفعل المندسين إلي نشاط تخريبي استهدف المؤسسات والممتلكات العامة والخاصة بالحرق والتدمير وحرق بعض مقار الشرطة".
وأكد أن قوات الشرطة تعاملت مع المتظاهرين خلال اليومين الماضيين بطريقة حضارية ولم تكبحها أو تعترضها.
وأضاف جمعة أن "الأزمة معلومة للحكومة وتعكف على معالجتها، وتبذل ولا تزال جهوداً مقدرة لتوفير السلع والخدمات الأساسية الضرورية"، على الرغم من الظروف التي عزاها إلى "تراكمات الحصار الاقتصادي وآثاره على الاقتصاد السوداني ووفرة بعض السلع والخدمات الأساسية".
وتزايد الغضب العام في السودان بسبب ارتفاع الأسعار ومصاعب اقتصادية أخرى منها تضاعف أسعار الخبز هذا العام ووضع حدود للسحب من البنوك. واندلعت يوم الأربعاء احتجاجات في مدينتي عطبره التي تبعد 400 كيلومتر شمال الخرطوم وبور سودان (1000 كيلومتر شرق الخرطوم) وامتدت الخميس إلى مدينتي القضارف شرق البلاد ودنقلا شمالها وكذلك إلى العاصمة الخرطوم.
وتشهد المدن السودانية منذ ثلاثة أسابيع شحاً في الخبز اضطُر المواطنين للانتظار لساعات أمام المخابز.
ويستهلك السودان 2,5 مليون طن من القمح سنوياً ينتج منها 40% وفق أرقام حكومية ، وزادت السلطات المحلية سعر رغيف الخبز من جنيه إلى خمسة جنيهات.
وأشار المتحدث الحكومي إلى أن بعض الجهات السياسية حاولت استغلال هذه الأوضاع لزعزعة الأمن والاستقرار تحقيقا لأجندتها السياسية وهو الأمر الذي وضح جليا في بياناتها المنشورة على حد قوله.
وحذّر من أن "الحكومة لن تتسامح مع ممارسات التخريب ولن تتهاون في حسم أي فوضي أو انتهاك للقانون"، لافتا إلى أن "التخريب والاعتداء على الممتلكات وإثارة الذعر والفوضى العامة أمر مرفوض ومستهجن ومخالف لصريح القانون".
وكان محتجون أضرموا النار في مكاتب تابعة لحزب المؤتمر الوطني الحاكم الذي يتزعمه البشير في دنقلا . وفي عطبرة إلى الشمال الشرقي، خرج محتجون ملثمون للاحتجاج وهم يرددون "حرية" وأشعلوا النار في إطارات سيارات حسبما ظهر في تسجيل بالفيديو.
وأعلنت السلطات حالة الطوارئ في مدينة القضارف القريبة من الحدود مع إثيوبيا ومددتها في عطبرة.
ونقلت رويترز عن مبارك النور النائب المستقل بالبرلمان عن مدينة القضارف قوله إن الوضع في المدينة أصبح خطيرا وإن الاحتجاجات تطورت إلى حرائق ونهب وبات الأمر حاليا خارج السيطرة.
واطلقت الشرطة السودانية الغاز المسيل للدموع على نحو 500 شخص على مقربة من القصر الرئاسي في الخرطوم ثم لاحقتهم في الشوارع واعتقلت البعض.
وردد بعض المحتجين "الشعب يريد إسقاط النظام"، شعار احتجاجات الربيع العربي التي أطاحت بحكام في المنطقة عام 2011.
وأفادت وكالة أنباء "رويترز" بأن مسؤولين أبلغا محطة تلفزيونية محلية أن 8 أشخاص قتلوا في احتجاجات بمدينة القضارف (شرق) وولاية نهر النيل الشمالية يوم أمس.
ويواجه اقتصاد السودان صعوبة بالغة للتعافي بعدما فقد ثلاثة أرباع إنتاجه النفطي، وهو المصدر الأساسي للعملة الصعبة، منذ أن انفصل الجنوب في عام 2011 آخذا معه معظم حقول النفط الامر الذي جعل البنك المركزي يخفض قيمة الجنيه السوداني خلال 2018 أربع مرات.