الاربعاء 15 مايو 2024
الرئيسية - أخبار اليمن - بهوية عدائية تنهب اليمنيين.. الميلشيات مناسبات طائفية لا تنتهي
بهوية عدائية تنهب اليمنيين.. الميلشيات مناسبات طائفية لا تنتهي
الساعة 08:20 صباحاً (متابعات)

تحولت محاضرات زعيم ميلشيات الحوثي المدعومة من إيران إلى كابوس يوقظ الناس في حياتهم على المناسبات الطائفية التي لا تنتهي في أمانة العاصمة صنعاء ومناطق سيطرتهم، حيث يعمدون على استخدام مكبرات الصوت الخاصة بالمساجد في غالبية الأحياء لبث كلمة زعيم الميلشيات عبد الملك الحوثي.

يكرس الحوثيون الطائفية في كل مكان ويستخدمون لنشرها كل الإمكانيات، ويبرز هذا بشكل لافت عندما يقيمون مناسبتهم ويضخمون من الاستعراضات فيها رغم معرفتهم المسبقة ان السكان لا يطيقون تلك الدعايات وأصبحت جزء من الخراب التي يعيشونه، والأمر لم يعد متعلق بحريتهم في اعتناق ما يريدون إنما تجاوز الى أن أصبح عملية انتهاك بحق غالبية اليمنيين في مناطق سيطرتهم الذين يرفضونهم بالأساس، وليس مختلفين معهم فقط.



خلال أقل من شهرين أقامت ميلشيات الحوثي احتفالات وفعاليات، بثلاث مناسبات طائفية، بدء بيوم "الغدير" أو ما يسمونه عيد الولاية فيما يعتقدون أنها الذكرى السنوية لتنصيب على بن أبي طالب على يد النبي محمد في غدير خم، ومن ثم يوم "عاشورا" أو "كربلاء" طقوس شيعية بذكرى مقتل الحسين بن علي، بالقرب من كربلاء في القرن السادس 680م، وخلال الأيام الماضية احتفاء بذكرى مقتل زيد بن علي الذي قتل في منتصف القرن السابع 740م.

لا علاقة لليمنيين بتلك المناسبات وتعد فئوية تخص الطائفية الشيعية، لكن الحوثيين يعملون على إجبار الناس بشكل أو بآخر على دفع أثمان هذه الفعاليات سواء من الجبايات التي تفرض، او من أموال اليمنيين المنهوبة والتي تقام فيها مئات الفعاليات الطائفية، والتي لا تكترث لمعاناة الناس وتدهور المعيشية بسبب الحرب التي تسببوا بها منذ سيطرتهم على العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر/ أيلول 2014.

عبث ومحاولة غسل أدمغة

في رصد سريع للوكالة الرسمية للحوثيين مساء الخميس 25 أغسطس الجاري، فقد تم نشر أكثر من 100 خبر عن فعاليات قامت بها ميلشيات الحوثي في عدد من المحافظات خلال 5 أيام فقط، ربما قد لا يكون الرصد دقيق لكنه تقديري يكشف حالة الضخ الإعلامي لتلك المناسبات، التي لا تخص غالبية اليمنيين، في ظل حالة المعاناة والأزمة المعيشية.

ويفرض الحوثيون على المؤسسات الحكومية في المحافظات التي تحت سيطرتهم إقامة الفعاليات الطائفية لموظفيهم، بالإضافة إلى المدراس الحكومية والخاصة، حتى في إطار المديريات والأحياء، وأصغر تلك الفعاليات هي إقامة وقفة لإحياء تلك الفعاليات الطائفية، وأثارت صورة تعزية بوفاة الامام زيد بن على، في إحدى الوقفات سخرية واسعة بوسائل التواصل الاجتماعي.

"محسن عبد العزيز" تربوي سابق يعيش في العاصمة صنعاء، يعتقد أن ما يمارسه الحوثيون خطير على الأجيال الصاعدة من النشئ في عملية غسل لأدمغتهم من خلال الضخ الإعلامي للمناسبات الطائفية، وقال: "ربما لا يتأثر الكثير من الكبار بتلك المناسبات من الجانب الفكري باعتبار معرفتهم المسبقة بهوية تلك المناسبات التي لم يعرفوها من قبل وانما دخيلة على حياتهم".

وقال في حديث لـ"الصحوة نت"، "استعراض الحوثيون أصبح مثير للغضب والغثيان في آن واحد، من عملية إجبار ممنهجة للسكان على الاستماع لكل ما يقولونه فإذا لم يكن في الفعاليات، يستخدمون مكبرات الصوت للمساجد"، ووصف هذا بأنه "عملية إرهاب فكري ضد السكان".

التهرب من المسؤولية

ترفض ميلشيات الحوثي تحمل أي مسؤولية خدمية تجاه المواطنين في مناطق سيطرتها، باعتبارها سلطة أمر واقع تستولي على كافة الإيرادات والضرائب، وتحمل الحكومة الشرعية المسؤولية عن ذلك، وتتهرب من مسؤوليتها لحساب إثراء قياداتها، وتسخير تلك الإمكانيات لفعالية طائفية ولتمويل جبهات القتال ضد اليمنيين.

وقال الكاتب اليمني محمد جميح تعليقاً على احتفاء الحوثيين بذكرى طائفية "في خطابه الأخير، وعلى الطريقة الإيرانية عزى عبد الملك الحوثي "الأمة الإسلامية في استشهاد الإمام زيد، عَدُّوا له هذه التعزية السياسية التي تأخرت أكثر من 1400 سنة، وإذا وجدتم قاتل زيد اليوم فخذوا بثأره".

 وأضاف في تغريده - بحسابه في موقع تويتر - "الرسالة التي أرسلها الحوثي مفادها: لا تطالبوا بمرتباتكم، لأن ذلك يدفع "الناس باتجاه الفوضى…وتصرف الناس عن الاهتمامات الرئيسية" في مواجهة "العدوان"، وأشار: "يبدو أن الحوثي نسي أنه لم يتبقَ من "العدوان" إلا مساومات "عَلَم الهدى" في الغرف المغلقة على قبض ثمن دماء "شهدائه".

من جانبه يرى الكاتب محمود ياسين "ان سلسلة المناسبات الطائفية تكاد تكون الإفصاح القاطع عن هوية السلطة في صنعاء بوصفها حصرا على فئة ومنفصلة كلية عن الناس، الناس الذين هم مواطنون قبل ان يكونوا أي تعريف آخر".

 وأضاف - في منشور بصفحته على "فيسبوك" - "ان عملية فصل ممنهج ومكرس وغبي، يسقط كل مسلمات المواطنة المتساوية ومسؤولية السلطة تجاه مواطنين يحتاجون رعاية الدولة لا مذهبها والدولة يفترض انها اصلا بلا مذهب".

 وقال: "لا ينقص الناس انصاف الإمام زيد بقدر حاجتهم لدولة تنصفهم من مشرفيها ومن نفسها وهي تحتكر المال وأسباب الحياة، ومنهمكة تماما في مقايضة حاضرهم بماض لا يخصهم" وتابع مخاطباً الحوثيين: "الناس أثناء استعدادهم النفسي لتقبل دولة تأخذ الجباية والضريبة وتمنح الراتب والطرقات المرصوفة والقضاء النزيه والعادل، وبدلا من بناء دولة للجميع رحتم تبنون سلطتكم الحصرية بمواردها وأعيادها وهويتها الطائفية تماماً".

 انتهاك حياة المجتمع

لم يعد المجتمع قادرا على تحمل آلة الحوثيين في الترويج للطائفية، ولم تعد الحياة العامة في مناطق سيطرة ميلشيات الحوثي تشبه اليمنيين بتنوعهم الفكري، سيطرة الحوثيون على كل مناحي الحياة التي ممكن أن تضيف لك معلومة أو موعظة جديدة، بدء من المدرسة إلى المسجد إلى الفعاليات المكثفة بكل مكان.

وفي هذا السياق يقول الكاتب محمود ياسين "مع كل مناسبة طائفية نبدو غرباء أكثر، وعلينا التشظي بين رياء السلامة وأخذ السلطة الرعناء على قدر عقلها، او قول الحقيقة فلربما يتحول الغاوي "اقصد الجماعة" لراعي البيت وحاميه والمسؤول عن ساكنيه المحب منهم والكاره".

 وأضاف: "لكن هذا هو الحال، مناسبات طائفية لا تشبه بكثير او قليل المولد النبوي مثلا، فالنبي نبي الجميع اما الإمام زيد فهو إمام جماعة ورمزية مذهب ومنطقة"، وأشار "أعرف أن حاجة الإنسان اليمني هي دولة تحميه وتمنحه حقوقه وشروط حياة معقولة ولائقة ولو في حدودها الدنيا، وليس اعيادا ومناسبات يشارك فيها الموظف قسرا وهو بلا راتب".

ويتعمد الحوثيون على إظهار مناطق سيطرتهم بهوية طائفية موحدة، وهذا بعيداً عن الواقع فكل من يعمل أو يشارك في فعالية الحوثيين إما مستفيد منهم وتابع لهم ويعمل ضمن مشروعهم، أو مواطن خائف من غدرهم ضده في معيشته او حياته فهو يبحث عن الأمان في سلطة تمارس كل البشاعات والانتهاكات بحق اليمنيين منذ ثمان سنوات.


آخر الأخبار