أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في رسالة بعث بها إلى الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، دعم بلاده الثابت لسوريا في سعيها لتحقيق الاستقرار الداخلي. وأشار بوتين إلى استعداد روسيا لتعزيز التعاون مع القيادة السورية في كافة المجالات، في خطوة تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.

وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أن روسيا مستعدة للعمل بشكل وثيق مع القيادة السورية بما يسهم في تعزيز العلاقات التقليدية بين البلدين، مع تأكيد رغبة موسكو في أن ترى سوريا موحدة وقوية تحت قيادة الشرع.

تأتي هذه التصريحات في وقت حساس، حيث لا تزال روسيا تسعى لضمان استمرار نفوذها العسكري في سوريا بعد التطورات الأخيرة التي شهدت فرار الرئيس بشار الأسد إلى روسيا. موسكو، التي كانت قد قدمت دعمًا كبيرًا للأسد خلال سنوات الحرب، تتبنى الآن استراتيجية أكثر براغماتية لضمان بقاء وجودها في المنطقة.

وفي الوقت الذي بدأ فيه سحب بعض القوات الروسية من المواقع الأمامية شمال سوريا، لا تزال موسكو تحتفظ بقواعدها العسكرية الهامة في حميميم وطرطوس على الساحل السوري. هذا التواجد الاستراتيجي يعكس أهمية سوريا بالنسبة لروسيا، خاصة في ظل التحديات المتزايدة والتغيرات الإقليمية.

يبدو أن العلاقات الروسية-السورية دخلت مرحلة جديدة من التعاون، حيث شهدت الفترة الأخيرة زيارات دبلوماسية روسية رفيعة إلى دمشق، بما في ذلك زيارات نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف والمبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف، الذين ناقشوا قضايا تتجاوز فقط التواجد العسكري لتشمل مجالات اقتصادية وسياسية.

من جانبها، تسعى دمشق للتوصل إلى اتفاق طويل الأمد مع موسكو يضمن استمرار وجود القواعد العسكرية الروسية في سوريا، وسط تردد بعض القوى الإقليمية، مثل قطر والسعودية، في تقديم المساعدات المالية في انتظار وضوح الموقف الأمريكي من العقوبات المفروضة على الفصائل المسلحة.