الخميس 1 مايو 2025
الرئيسية - العالم العربي - أنفاق سرية تحت عاصمة دولة عربية تثير الجدل بعد انهيارات مفاجئة في الشوارع
أنفاق سرية تحت عاصمة دولة عربية تثير الجدل بعد انهيارات مفاجئة في الشوارع
الساعة 02:34 مساءً (بوابتي )

شهدت عدة أحياء في العاصمة الجزائر مؤخرًا ظهور حفر وثقوب واسعة في الطرقات، ما أثار حالة من القلق والحيرة لدى السكان، وأعاد إلى الواجهة الحديث عن وجود "أنفاق سرية" تعود إلى عصور سابقة.

ففي بلدية باب الوادي، تفاجأ المواطنون بانهيار أرضي مفاجئ أدى إلى تشكّل حفرة عميقة، ظن البعض في البداية أنها مجرد نتيجة لتلف في التربة أو البنية التحتية، لكن عمقها الكبير دفع إلى طرح تساؤلات أوسع، خاصة بعد أن سارعت السلطات المحلية إلى تطويق المكان. وبعد يومين فقط، ظهرت حفرة أخرى مماثلة في بلدية الأبيار، ما استدعى إغلاق الشارع الرئيسي بالكامل في انتظار تدخل الجهات المختصة، وعلى رأسها اللجنة التقنية للبناء.



وفي وقت سابق، عرف الطريق السيار الوطني رقم 5 انهيارات مماثلة، استدعت تدخلاً سريعًا من قبل المصالح المختصة التي عملت على ردم الفجوات وإصلاح الأضرار.

وفي تفسير لهذه الظواهر، قال الخبير الدولي في العمران، جمال شرفي، رئيس المجلس العربي الأعلى للعمارة وتطوير المدن، إن ما حدث ليس مستغربًا بالنظر إلى التاريخ المعماري للعاصمة الجزائر، التي بُنيت على هضبة منذ الحقبة الفينيقية، ثم الرومانية، ولا تزال آثار تلك العصور حاضرة حتى اليوم، منها أنفاق اكتُشفت في ساحة الشهداء يصل عمقها إلى 30 مترًا خلال أعمال حفر لمترو الجزائر.

وأوضح شرفي أن الاستعمار الفرنسي اعتمد في بناء المدينة على أساليب هندسية شبيهة بتلك التي استُخدمت في باريس، من خلال إنشاء شبكات تصريف مياه الأمطار والصرف الصحي تحت الأرض قبل بناء الطبقات العلوية. كما أشار إلى أن تضاريس المدينة دفعت سلطات الحقبة الاستعمارية إلى شق أنفاق تمتد من أعالي بوزريعة إلى الأبيار، وصولًا إلى البحر.

ووصف شرفي تلك الأنفاق بـ"المتاهة"، موضحًا أنها استُخدمت لاحقًا خلال فترة العشرية السوداء (1990-2000) كمخابئ من قبل الجماعات المسلحة، وهو ما دفع السلطات الأمنية لاحقًا إلى إغلاقها بالكامل.

غير أن غياب الخرائط الدقيقة لتلك الشبكات، بحسب شرفي، لا يزال يُسبب مشاكل اليوم، حيث تعجز الجهات المحلية عن التحكم في تدفق مياه الأمطار، ما يؤدي إلى فيضانات مفاجئة في بعض الأحيان.

وختم شرفي بالتأكيد على أن ما يحدث ليس نتيجة ظواهر طبيعية، بل نتيجة تراكمات ناتجة عن إهمال تلك القنوات القديمة، والتي تحولت مع الزمن إلى فراغات ضخمة تُهدد البنية التحتية للعاصمة.


آخر الأخبار