دعا المستشار والمحلل السياسي د. عبدالقادر الجنيد إلى إعادة ترتيب أوراق اليمن، محذرًا من أن استمرار الضربات الجوية الأميركية ضد الحوثيين منذ 49 يومًا لم يؤدِ إلى تحولات ميدانية حاسمة، في ظل غياب أي مؤشرات لعمليات برية سواء جزئية أو شاملة.

وفي مقال مطول، انتقد الجنيد ما وصفه بالغموض والضياع في أداء الرئيس اليمني والمجلس الرئاسي والسعودية والإمارات، معتبرًا أن الحوثيين هم الطرف الوحيد الذي يمارس تأثيرًا فعليًا –وإن كان سلبيًا– على حياة اليمنيين، وسط انعدام فعالية الجهات الرسمية.

وأشار إلى أن القوى المؤثرة اليوم على الواقع اليمني تتوزع بين أطراف خارجية وداخلية، في مقدمتها: ترامب، والحوثي، والسعودية، والإمارات، وإيران، والانفصاليون، إضافة إلى ما سماه "انعدام القيادة" في المؤسسات الشرعية، منتقدًا ضعف تأثير الحكومة، مقابل دور الأبطال المجهولين في الجبهات، ومؤثري الوسائط الاجتماعية في تشكيل الرأي العام.

وحث الجنيد الرئيس اليمني على الخروج من "شرنقته"، والقيام بعصف فكري داخلي، ثم مشترك مع السعودية، ثم مع الإمارات، يكون محوره "مصلحة اليمن العليا"، و"أمن واستقرار المنطقة"، مؤكداً أن أي إعادة ترتيب جادة للأوراق لن تتم دون استجابة ومشاركة فاعلة من السعودية والإمارات، نظرًا لنفوذهما الكبير في المشهد اليمني.

وختم مقاله بالقول: "ضربات ترامب مستمرة، لكن ضياع القيادة اليمنية والسعودية والإمارات واضح، وإعادة ترتيب أوراق اليمن باتت ضرورة وطنية واستراتيجية لا تحتمل التأجيل."