الثلاثاء 6 مايو 2025
الرئيسية - أخبار الخليج - هل تردع الغارات الإسرائيلية الحوثيين؟.. خبير عسكري يجيب
هل تردع الغارات الإسرائيلية الحوثيين؟.. خبير عسكري يجيب
الساعة 12:15 مساءً (بوابتي )

استبعد الخبير العسكري العميد إلياس حنا أن تؤدي الغارات الإسرائيلية المتكررة على اليمن إلى كبح جماح الحوثيين، معتبرًا أن الردود العسكرية الحالية لا تتجاوز كونها رسائل نارية بلا عمق سياسي، وأن الحوثيين باتوا يتعاملون مع هذه الضربات كجزء من المعادلة الجيوسياسية الجديدة في المنطقة.

وأوضح حنا، في حديثه لقناة الجزيرة، أن إسرائيل شنّت مساء الاثنين هجومًا جويًا كثيفًا على محافظة الحديدة، استهدفت فيه ميناء المدينة ومصنعًا للخرسانة شرقها، ردًا على صاروخ أُطلق من اليمن وسقط قرب مطار بن غوريون. لكن الخبير أكد أن هذه ليست سوى المرة السادسة التي يتم فيها استهداف نفس المواقع، ما يشير إلى فشل استخباراتي في تحديد مراكز التأثير الفعلية للحوثيين، أو إلى غياب نية لإحداث تغيير جذري على الأرض.



وأشار إلى أن بنك الأهداف بات خاليًا من "مراكز الثقل" الاستراتيجية، في ظل تعقيد المشهد اليمني وتمترس الحوثيين في شبكة نفوذ غير تقليدية، تمتد من الساحل إلى الجبال، وتستفيد من الدعم الإيراني والتغاضي الروسي، إلى جانب التنسيق غير المباشر مع أطراف دولية.

وأضاف أن تل أبيب وواشنطن تنسقان بشكل وثيق، في ظل انضواء إسرائيل ضمن القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم)، ما يمنحها قدرات لوجستية واستخباراتية متقدمة، إلا أن ذلك لم ينعكس على الأرض بردع حقيقي للحوثيين الذين ما يزالون يحتفظون بقدرتهم على تنفيذ ضربات مؤثرة وبعيدة المدى.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية، من بينها القناة 12، قد كشفت عن مشاركة 30 طائرة مقاتلة إسرائيلية في تنفيذ 48 غارة استهدفت أكثر من 10 مواقع في اليمن، ضمن عملية أطلق عليها اسم "مدينة الموانئ"، في رسالة وصفتها تل أبيب بأنها "ضربة قوية"، لكن مراقبين شككوا في جدواها بالنظر إلى استمرار قدرات الحوثيين الهجومية.

وفي ظل هذه المعادلة المقلقة، خلص العميد حنا إلى أن غياب الرؤية السياسية الدولية، وبقاء اليمن كساحة صراع مفتوحة، يعني أن أي تصعيد عسكري لن يكون سوى حلقة إضافية في مسلسل طويل من العنف، دون أفق واضح لإنهائه.


آخر الأخبار