آخر الأخبار


الخميس 8 مايو 2025
بقلم: براندون ج. ويشرت*
"أنصار الله"، وهو الاسم الرسمي لما يُعرف بـ"الحوثيين"، ظهر لأول مرة في أعقاب الفوضى التي تلت توحيد اليمن في التسعينيات. وينتمي هذا التيار إلى الطائفة الزيدية من المسلمين الشيعة، التي كانت تشكل الأغلبية في شمال اليمن، وقد هيمنت تاريخيًا على تلك المنطقة. لكن بعد توحيد اليمن الشمالي والجنوبي عام 1990، وجدت الطائفة الزيدية نفسها فجأة في موقع الأقلية.
وقد ازداد نفوذ هذه الحركة خلال حكم الرئيس علي عبد الله صالح، الذي تولى حكم شمال اليمن من عام 1978 حتى 1990، ثم اليمن الموحد حتى عام 2012. وعلى الرغم من أن صالح كان زيديًا، إلا أنه عُرف بفساده الشديد وعدم شعبيته. وعندما اجتاحت ثورات "الربيع العربي" الشرق الأوسط في عام 2011، أدرك صالح أن نهايته السياسية تقترب، وأعلن أنه لن يترشح مجددًا. وبعد نجاته من محاولة اغتيال في يونيو 2011 وتلقيه العلاج في السعودية، سلّم السلطة في نوفمبر من نفس العام إلى نائبه عبد ربه منصور هادي.
وعلى عكس صالح، كان هادي سنيًا من جنوب البلاد، كما أنه لم يتمتع بكفاءة سياسية أو حضور قيادي، بل عُرف بولائه المطلق للسعودية، مما زاد من نفور الزيديين في الشمال. وخلال فترة حكمه، صعد حزب "الإصلاح" – الفرع اليمني لجماعة الإخوان المسلمين – إلى السلطة، بدعم غير معلن من السعودية.
لكن هذا الوضع لم يكن قابلاً للاستمرار. ففي عام 2014، شن الحوثيون تمردًا استولوا من خلاله على العاصمة صنعاء. وبدعم سعودي، خاض المكوّن السني في اليمن حربًا ضد الحوثيين لسنوات. ومع ذلك، احتفظ الحوثيون بالأفضلية العسكرية طوال الوقت، بسبب ما ارتبط به نظام هادي من فساد وغياب الكفاءة وتدخل خارجي.
وفي المقابل، بينما كانت السعودية تدعم الإسلاميين في الجنوب، وقفت إيران خلف الحوثيين. ووفقًا للدكتورين بيرند كاوسلر وكيث أ. غرانت: "اتخذت القيادة السعودية موقفًا متصلبًا يسعى لإعادة حكومة هادي بأي ثمن، في حين سعت إيران فقط إلى استدراج السعوديين إلى حرب استنزاف مكلفة وطويلة الأمد".
وقد نجح هذا المخطط الإيراني. واليوم، لا يزال الحوثيون يحتفظون بزمام المبادرة في اليمن، وبفضل علاقتهم الوثيقة مع إيران، عززوا موقعهم في البلاد. بل لقد أصبح الحوثيون قوة راسخة في اليمن، إلى درجة أن البحرية الأميركية نفسها باتت عاجزة عن كسر قدرتهم على تهديد الأمن الإقليمي بشكل جذري.
تحالف الحوثيين مع إيران وروسيا والصين
وبفضل تحالفهم مع إيران، يتمتع الحوثيون بعلاقات طيبة وممتدة مع كل من روسيا والصين. وبينما تقدم إيران وروسيا دعماً تسليحيًا متقدمًا، بات في حوزة الحوثيين صواريخ بعيدة المدى قادرة على ضرب أهداف داخل إسرائيل.
من بين هذه الصواريخ، صاروخ "فلسطين-2"، وهو نسخة مشتقة من السلاح الإيراني الفرط-صوتي "الفتّاح-1"، والذي يُرجح أن يكون أصله من الترسانة الروسية للأسلحة الفرط-صوتية.
وفوق ذلك، يُقال إن العلاقة بين الصين والحوثيين أسفرت عن مساهمة شركات أقمار صناعية صينية في توفير بيانات استهداف دقيقة للحوثيين، تُستخدم لتوجيه هجمات ضد السفن الحربية الأميركية، خصوصًا حاملات الطائرات. وهذا يصب في مصلحة الصين، التي تعتبر حاملات الطائرات الأميركية التهديد الأبرز في حال اندلاع حرب تقليدية مع الولايات المتحدة بشأن تايوان. إن إضعاف قدرة حاملة الطائرات أو إثبات القدرة على تتبعها واستهدافها بصواريخ باليستية مضادة للسفن بدقة عالية، سيكون بمثابة قوة ردع هائلة.
أما التحالف بين الحوثيين وإيران وروسيا، فهو مقلق أكثر فأكثر—خصوصًا للقوات الأميركية التي تسيّر دوريات قرب سواحل اليمن. ففي خريف العام الماضي، أفادت وكالة "رويترز" أن إيران قامت بوساطة محادثات بين موسكو والحوثيين لنقل صواريخ كروز مضادة للسفن من طراز "P-800" إلى صنعاء.
ويُعد هذا النظام من فئة الأسلحة الفرط-صوتية، وإذا ما استُخدم بالتكامل مع بيانات الاستهداف الدقيقة المقدمة عبر الأقمار الصينية، فإن الحوثيين قد يتمكنون من تدمير أو شلّ حركة حاملة طائرات أميركية متى أرادوا.
لهذا السبب على ترامب إعادة التفكير في كل شيء
يجب على إدارة ترامب أن تسحب أصولها العسكرية المكلفة، لا سيما حاملات الطائرات، إلى حين تطوير وسيلة فعالة للتصدي لصواريخ الحوثيين المتقدمة. البقاء ضمن مدى هذه الأسلحة هو بمثابة دعوة إلى الكارثة.
أبعد من ذلك، فإن منح الحوثيين نصرًا من هذا النوع – بعد أن نجحوا بالفعل في تصوير أنفسهم كممثلين لـ"الشعوب المظلومة" في المنطقة – من شأنه أن يجعل الهزيمة الحقيقية للولايات المتحدة وإسرائيل أمرًا محتملاً ومرعبًا.
على الاستراتيجيين الأميركيين والإسرائيليين إعادة النظر جذريًا في نهجهم تجاه مشكلة الحوثيين، قبل أن يغرقهم هذا التنظيم بمزيد من الأسلحة المتقدمة القادمة من إيران وروسيا والصين. فإغراء استخدام هذه الترسانة قد يكون من الصعب مقاومته.
وبالنظر إلى أصول التمرد الحوثي، فإن من غير المرجح أن تؤدي أي كمية من القصف إلى إنهاء وجودهم – كما أن عشرين عامًا من الحرب العنيفة لم تنهِ طالبان في أفغانستان.
عن الكاتب: براندون ج. ويشرت
يشغل براندون ج. ويشرت منصب كبير محرري الأمن القومي في مجلة The National Interest، وهو مساهم منتظم في Popular Mechanics، كما يعمل مستشارًا لعدة مؤسسات حكومية وخاصة في قضايا الجغرافيا السياسية. نُشرت مقالاته في العديد من المطبوعات مثل واشنطن تايمز، ناشونال ريفيو، ذا أمريكان سبيكتاتور، MSN، آسيا تايمز وغيرها. من مؤلفاته:
"Winning Space: How America Remains a Superpower"
"Biohacked: China’s Race to Control Life"
"The Shadow War: Iran’s Quest for Supremacy"
وكتابه الأحدث: "A Disaster of Our Own Making: How the West Lost Ukraine" متوفر في الأسواق.
قالوا : رجاءً توقفوا !
عن سالم بن بريك رئيس الحكومة
لعبة مطاردة الساحرات witch hunt
بين بركة الشيخ وسحر القدر
باجل حرق..!