تشهد الساحة الإقليمية تصعيدًا لافتًا في التهديد الذي تمثله جماعة الحوثي في اليمن، وسط تحذيرات متزايدة من قدرتها على زعزعة استقرار المنطقة وتهديد مصالح دولية في البحر الأحمر وخارجه.

ففي تحليل نشرته مجلة The National Interest، أشار الباحث في شؤون الأمن القومي، براندون ج. ويشرت، إلى أن الحوثيين، أصبحوا قوة عسكرية وسياسية متجذرة في اليمن، يصعب إزاحتها حتى بالوسائل العسكرية التقليدية، مشبّهًا صعودهم بما حدث مع حركة طالبان في أفغانستان.

ويرى ويشرت أن تحالف الحوثيين الوثيق مع إيران أتاح لهم الحصول على ترسانة صاروخية متطورة، من بينها صواريخ باليستية وفرط-صوتية مثل "فلسطين-2"، إلى جانب تعاون محتمل مع روسيا والصين في مجال التوجيه والاستهداف عبر الأقمار الصناعية، ما يشكل تهديدًا مباشرًا للسفن الأميركية والإسرائيلية في المنطقة.

من جهته، حذّر الكاتب والمحلل الجيوسياسي هارلان أولمان في مقال نشرته وكالة UPI من أن الحوثيين قد يشكلون "نسخة معاصرة من غافريلو برينسيب" – في إشارة إلى الشاب الذي أشعل باغتياله للأرشيدوق النمساوي شرارة الحرب العالمية الأولى. وأكد أن الجماعة، رغم صغر حجمها النسبي، تملك القدرة على التسبب بأزمة إقليمية كبرى قد تجرّ أطرافًا دولية إلى مواجهة مباشرة، خصوصًا في ظل ارتفاع حدة التوتر مع إسرائيل، واستمرار الهجمات الحوثية على الملاحة في البحر الأحمر.

ويرى مراقبون أن مفاتيح التهدئة قد تكون بيد إيران، التي يُعتقد أنها تملك نفوذًا واسعًا على الجماعة، مقابل مطالب محتملة بتخفيف العقوبات المفروضة على طهران.

ويأتي هذا في وقت تتزايد فيه الدعوات داخل الولايات المتحدة لإعادة تقييم الانتشار العسكري في البحر الأحمر، وسحب الأصول الاستراتيجية – مثل حاملات الطائرات – إلى حين تطوير وسائل ردع فعالة أمام التهديد الحوثي المتطور.