آخر الأخبار


الجمعة 9 مايو 2025
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشكل مفاجئ هذا الأسبوع، أن الولايات المتحدة ستوقف جميع حملات القصف على الحوثيين في اليمن، وذلك بعد أسابيع من الضربات المكثفة. إلا أن خبراء حذروا من أن الجماعة المدعومة من إيران لن تقف مكتوفة الأيدي.
وفي إعلان أدلى به من المكتب البيضاوي يوم الثلاثاء، قال ترامب إن الحوثيين "لا يريدون القتال... وسنحترم ذلك. سنوقف القصف."
ورفض الرئيس الإفصاح عن الجهة التي زودته بهذا التأكيد من الجماعة المصنّفة إرهابية والتي هاجمت لسنوات السفن الأمريكية وسفن الحلفاء في البحر الأحمر، ما شكل تهديدًا كبيرًا لحرية الملاحة. لكنه، في ضحكة بعد سؤاله عن المصدر، أجاب بأنها جاءت من "مصدر جيد جدًا".
بعد أقل من ساعتين، نشر وزير الخارجية العُماني بدر بن حمد البوسعيدي بيانًا على منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، قال فيه: "في أعقاب مناقشات واتصالات أجرتها سلطنة عمان مع الولايات المتحدة والجهات المعنية في صنعاء، في الجمهورية اليمنية، بهدف التهدئة، أسفرت الجهود عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الجانبين."
وأضاف: "لن يستهدف أي من الطرفين الآخر مستقبلًا، بما في ذلك السفن الأمريكية، في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، لضمان حرية الملاحة وانسياب حركة الشحن التجاري الدولي بسلاسة."
وتُظهر هذه التصريحات أن سلطنة عمان، التي لعبت أيضًا دور الوسيط في المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، كانت طرفًا فاعلًا في تأمين هذا الاتفاق لوقف إطلاق النار.
غير أن تقريرًا جديدًا حصلت عليه "فوكس نيوز ديجيتال" قبل إعلان الرئيس المفاجئ، يحذر من أن على إدارة ترامب أن تبقى متيقظة حيال التهديدات الأمنية الخطيرة التي يشكلها الحوثيون والداعمون الدوليون للجماعة الإرهابية.
يحمل التقرير عنوان "تحدي الحوثيين: صياغة استراتيجية لهزيمة الجماعة الإرهابية المدعومة من إيران في اليمن"، وقد أعدّه آري هاينستاين، الباحث في "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات" وزميل بحثي في "معهد القدس للاستراتيجية والأمن".
وأشار التقرير إلى أن إيران لم تكن وحدها من ساعد الحوثيين على تطوير قدراتهم العملياتية، بل إن سلطنة عمان أيضًا لعبت دورًا محوريًا، من خلال السماح للجماعة بالعمل من أراضيها، وتوفير طريق رئيسي لتهريب الأسلحة الإيرانية.
وقال جوناثان شانتسر، وهو محلل سابق لتمويل الإرهاب في وزارة الخزانة الأمريكية والمدير التنفيذي الحالي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، إن دور عمان في الوساطة بين واشنطن وخصومها في الشرق الأوسط "أمر يثير الغضب".
وأضاف شانتسر: "أن تُقدّم عمان كوسيط مسؤول في حين أنها تستضيف الجماعة التي نحاول تفكيكها، فهذا يتنافى مع المنطق."
وأوضح التقرير أن الأسلحة الإيرانية تُهرّب إلى اليمن عبر ميناء الحديدة – الذي تعرض مؤخرًا لسلسلة من الضربات الإسرائيلية على بنى تحتية رئيسية في العاصمة صنعاء والمناطق المحيطة بها – وأيضًا عبر موانئ أصغر أو طرق برية تمر عبر عمان.
كما أفاد التقرير بأن مؤسسات مصرفية عمانية خاصة وشركات تجارية تُسهم في دعم اقتصاد الحوثيين، بل وتزويدهم بالأسلحة.
وكتب هاينستاين: "يجب اتخاذ إجراءات صارمة لمنع تهريب الأموال النقدية بالجملة عبر الحدود بين عمان واليمن. ويجب أن تبدأ مسقط في الشعور بضغط من المجتمع الدولي لمعالجة تحدي تمويل الإرهاب الذي ظل دون رادع لفترة طويلة."
ويُفصّل التقرير الخطوات المتعددة التي يجب اتخاذها من أجل إضعاف الحوثيين بفعالية، بعد أن فشلت الضربات العسكرية المتكررة – سواء من قبل السعودية منذ عام 2015 أو مؤخرًا من الولايات المتحدة وإسرائيل – في تقويض قوة الجماعة بشكل كبير.
وتشمل هذه الخطوات الاستمرار في العمل العسكري – على غرار الضربات الإسرائيلية الأخيرة على ميناء الحديدة ومطار صنعاء الدولي – والتي من المتوقع أن تكون لها آثار اقتصادية بعيدة المدى وتزيد من الضغط الداخلي على الحوثيين. لكن التقرير يؤكد أن العمل العسكري وحده لا يكفي، بل لا بد من توظيف أدوات اقتصادية ودبلوماسية وأخرى ناعمة لإضعاف الجماعة.
ولفت التقرير إلى أن الحوثيين استغلوا فترات الهدوء السابقة في القتال مع السعودية والولايات المتحدة وإسرائيل لإعادة تنظيم صفوفهم وبناء قدراتهم من جديد.
وقال هاينستاين لـ"فوكس نيوز ديجيتال": "إجبار الحوثيين على وقف الهجمات على الشحن البحري يُعد إنجازًا مهمًا فقط إذا كان جزءًا من استراتيجية أوسع وطويلة الأمد."
وأضاف: "أما إذا أصبح وقف إطلاق النار في البحر الأحمر هو جوهر ونهج السياسة الأمريكية تجاه الحوثيين، فإن ذلك قد يمنح نظامًا خطيرًا بشكل متزايد فرصة للتصعيد والتهدئة حسب ما يناسبه."
وختم بالتحذير: "من دون مقاربة شاملة للتعامل مع تهديد الحوثيين، قد تجد الولايات المتحدة وحلفاؤها أنفسهم قريبًا في مواجهة جماعة إرهابية أكثر تسليحًا وخطورة."
استسلام إيران… وليس استسلام الحوثيين
اليمن يدفع الثمن في لعبة الكبار
هل تستعصي ادوات ايران
لحم اليمن الحي