آخر الأخبار


الأحد 18 مايو 2025
في مشهد يكتنفه الغموض وتلفه الحيرة، اختفى السائق طارق مرتضى نعمان أثناء عبوره مديرية طور الباحة بمحافظة لحج، في رحلة كان يفترض أن تنتهي في عدن، لكنها لم تكتمل، وكأن الأرض ابتلعته هو وشاحنته.
بدأت القصة قبل أسبوع، عندما انطلق طارق بشاحنته من مدينة تعز، محمّلًا بالبضائع، يطارد لقمة العيش كما اعتاد منذ سنوات. لكن على غير العادة، لم تصل الشاحنة، ولم يُسمع لطَرقاته على الهاتف أي صدى، ليغدو صوته مفقودًا، وصورته حاضرة فقط في ذاكرة أهله ورفاقه.
أبلغ زملاء طارق في قطاع النقل عن اختفائه، وقالوا إن آخر موقع معروف له كان في طور الباحة، وهي منطقة معروفة بتعقيداتها الأمنية ووجود تشكيلات مسلحة متعددة، ما فتح الباب أمام كل الاحتمالات، من الاحتجاز إلى الاختطاف وربما ما هو أسوأ.
والدة طارق، وهي أرملة مسنّة، لم تستسلم للصمت، وبدأت رحلتها الخاصة للبحث عن ابنها، متنقلة بين النقاط الأمنية ومقرات الجماعات المسلحة، حاملة صورة ابنها في يد، وقلبًا مثقلًا بالخوف في الأخرى، لكن دون جدوى. لم تحصل على معلومة واحدة تطمئنها، وكأن ابنها تبخر في العدم.
اليوم، ومع مرور الأيام دون أي تطور، تتسع دائرة القلق والغموض. وتطالب أسرة السائق المختفي السلطات المحلية والأمنية في لحج وتعز بفتح تحقيق عاجل وكشف مصير ابنهم، كما يطالبون المنظمات الحقوقية والإعلامية بتسليط الضوء على قضيته.
طارق ليس مجرد سائق، بل هو أبٌ لطفلين ينتظرانه على أعتاب المنزل كل مساء، وهو عصب أسرة تعتمد عليه بالكامل. أما الآن، فلا شيء سوى أسئلة تتكاثر، ووجوه ينهشها الانتظار، وصوت أمّ تنادي من عمق الفقد: "أين ابني؟".
الوحدة اليمنية: المجد الجريح الذي لا يموت
الصالون الرئاسي
محافظ تعز وهدم الكعبة المشرفة
الانتقالي الجريح... بين زهو البداية وخيانة النهايات
بين بغداد وصنعاء.. شجاعة الدولة في وجه السرديات المريضة
من الرابح ؟