أثارت عودة العميد عبدربه لعكب الشريف لغطاً واسعاً في الأوساط اليمنية، بعد ظهوره في معسكر تدريبي لمجندين تخرجوا حديثاً في منطقة عارين بمديرية عرما شرق محافظة شبوة، حيث أعلنت مصادر محلية عن تخرج أول دفعة من القوات الجديدة التي تحمل اسم "قوات الطوارئ"، وسط دعم سعودي وتكتم رسمي بشأن طبيعة المهام المناطة بها.

ويقع معسكر عارين في منطقة نائية تبعد نحو 180 كيلومتراً عن مدينة عتق، ما يمنح القوات مساحة كافية للتدريب بعيداً عن المراكز السكانية.

ووفقاً لمصادر مطلعة، تتلقى القوات تدريبات مكثفة ومتقدمة بتمويل ودعم لوجستي من المملكة العربية السعودية، بينما تواصل دفعات جديدة من المجندين الالتحاق بالبرنامج التدريبي، وسيكون مقرها مارب.

عودة لعكب، الذي كان قائداً لقوات الأمن الخاصة في شبوة حتى منتصف عام 2022 قبل أن يُطرد عقب مواجهات عنيفة مع قوات "دفاع شبوة" المدعومة إماراتياً، تعيد إلى الواجهة أحد أبرز الخصوم المحليين للمجلس الانتقالي الجنوبي، وتفتح الباب أمام احتمالات إعادة تشكيل خارطة النفوذ الأمني في المحافظة.

ورغم عدم صدور أي إعلان رسمي من الجهات المعنية بشأن طبيعة "قوات الطوارئ" ومهامها المقبلة أو نطاق انتشارها، إلا أن ظهور لعكب على رأسها أثار قلقاً في صفوف المجلس الانتقالي، الذي رفع مستوى الجاهزية في عدد من المناطق تحسباً لأي تحركات مفاجئة، بحسب مصادر أمنية محلية.

في المقابل، سارع نائب قائد قوات العمالقة في المحافظات الجنوبية إلى نفي ما تردد حول عودة لعكب وتشكيل قوات جديدة، قائلاً إن ما يُتداول عن تواجد القوات في محافظة شبوة "هدره إخونجية وزوبعة حوثية"، في إشارة إلى اتهامات ضمنية لحزب الإصلاح وجماعة الحوثي بمحاولة إثارة البلبلة.

ويُعرف لعكب بمواقفه المناهضة للوجود الإماراتي في شبوة، وكان من القيادات الأمنية التي اعتمد عليها المحافظ السابق محمد صالح بن عديو في فرض الأمن ومواجهة النفوذ الخارجي، قبل أن تتم إقالته في أغسطس 2022 بقرار قيل إنه جاء بتوجيه إماراتي، ما دفعه لرفض القرار والسيطرة مؤقتاً على مدينة عتق، قبل أن تتدخل قوات العمالقة وتسيطر على المدينة بعد مواجهات أسفرت عن مقتل القيادي عبدربه لشقم الباراسي، قائد وحدة التدخل السريع في قوات لعكب.