شهدت حركة السفن في البحر الأحمر ومضيق باب المندب انخفاضًا حادًا خلال الأسابيع الماضية، وفقًا لما أفادت به منصة "لويدز ليست" المتخصصة في رصد وتحليل حركة الشحن البحري العالمي، مما يعكس تصاعد حالة القلق في أوساط قطاع الشحن الدولي بسبب التطورات الأمنية في المنطقة.

وأوضحت المنصة أن عدد السفن العابرة للمنطقة بلغ مستويات هي الأدنى منذ اندلاع الأزمة الأمنية الحالية، مشيرة إلى أن التراجع جاء في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على إيران، وهو ما زاد من حالة التوتر الإقليمي ورفع من المخاطر المرتبطة بالمرور في هذه الممرات البحرية الحيوية.

وبحسب التقرير، فإن هذه المستجدات تؤكد مدى تأثر التجارة العالمية بالتقلبات الجيوسياسية، خاصة في مناطق حيوية مثل الشرق الأوسط، حيث تُعد قناة السويس ومضيق باب المندب من أهم الممرات البحرية التي تربط بين آسيا وأوروبا.

ورغم الانخفاض الواضح في حجم المرور البحري، تؤكد "لويدز ليست" أن الوضع قد استقر عند ما وصفته بـ"الوضع الطبيعي الجديد"، في إشارة إلى أن شركات الشحن باتت تتكيف مع الأوضاع الأمنية عبر تعديل مساراتها، أو تقليص عدد الرحلات، لتفادي المخاطر المحتملة.

وأشار التقرير إلى أن التهديدات الأمنية المستمرة في المنطقة تُعد التحدي الأبرز أمام تعافي قطاع الشحن، حيث تفضل العديد من الشركات استخدام طرق بديلة، أطول وأكثر تكلفة، لكنها أكثر أمانًا، لتفادي المخاطر التي تتهدد السفن التجارية في البحر الأحمر.

وأكدت المنصة أن أي اضطراب في حركة الملاحة عبر البحر الأحمر وقناة السويس ينعكس بسرعة على سلاسل التوريد العالمية، من خلال ارتفاع تكاليف النقل وتأخير وصول البضائع، مما يفرض ضغوطًا إضافية على الاقتصاد العالمي الذي لا يزال يعاني من آثار أزمات سابقة.

وتوقعت "لويدز ليست" أن يستمر قطاع الشحن في مراقبة تطورات الوضع الأمني في المنطقة عن كثب، مؤكدة أن الاستقرار في هذا الممر البحري الاستراتيجي يظل مفتاحًا رئيسيًا لضمان سلاسة حركة التجارة الدولية خلال المرحلة المقبلة.