مثُل المتهم الرئيسي بتنفيذ الهجوم على مسجدين في نيوزلندا خلال صلاة الجمعة، أمام القضاء صباح السبت وسط تشديد أمني واسع حيث وجهت له تهمة واحدة بالقتل.
وظهر الأسترالي برينتون تارانت، 28 سنة، بثياب السجن البيضاء وفي يديه القيود بعد يوم من الهجوم الذين أسفر عن مقتل 50 مصلياً وإصابة 42 بينهم طفل في الرابعة من عمره وسط توقعات بأن يواجه المزيد من الاتهامات.
ولم يتحدث تارانت أمام المحكمة التي أمرت بحبسه لحين عرضه على المحكمة العليا في الخامس من أبريل ، كما لم يطلب محاميه الذي عينته المحكمة إطلاق سراحه بكفالة.
وتارانت واحد من بين ثلاثة أشخاص اعتقلتهم الشرطة النيوزلندية على خلفية الهجوم، حيث يبقى المشبه بهما الآخرين في عهدة الشرطة، في حين أفرج عن شخص رابع جرى اعتقاله بعد أن بتت الشرطة أنه مسلح مرخص كان واقفاً في المنطقة وحاول مساعدة الشرطة.
وأُعلن اسم الضحية الأولى التي تم التعرف عليها وهو داوود نبي، 71 سنة وقد انتقل من أفغانستان إلى نيوزيلندا في الثمانينيات من القرن العشرين، وحتى الآن لم تكشف السلطات عن هويات باقي الضحايا .
قاعة المحكمة كانت مغلقة أمام العامة نظرا للمخاطر الأمنية العالية، في حين أمر القاضي بتمويه صور وجه المتهم خلال جلسات المحكمة.
وقالت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن يوم السبت إن المشتبه به الرئيسي في الهجوم كان ينوي مواصلة هجماته قبل أن تقبض عليه الشرطة.
وأضافت أرديرن للصحفيين في كرايست شيرش "كان الجاني متنقلاً، وكان هناك سلاحان ناريان آخران في السيارة التي كان يركبها، ومن المؤكد أنه كان ينوي مواصلة هجومه".
وأشارت إلى أن المشتبه به يملك ترخيصاً بحمل سلاح واستخدم خمسة أسلحة في الهجوم، منها سلاحان نصف آليين.
وتعهدت رئيسة الوزراء النيوزيلندية بتشديد قوانين حمل الأسلحة قائلة : "الشيء الوحيد الذي يمكنني أن أقوله لكم الآن هو أن قوانينا الخاصة بالأسلحة سوف تتغير"، مشيرة إلى أنه سيتم بحث حظر الأسلحة نصف الآلية أيضاً.
ووصلت أرديرن اليوم السبت إلى مدينة كرايست تشيرش التي شهدت الهجوم يوم أمس، والتقت بممثلين عن مركز "كانتربري" للاجئين، وظهرت مرتدية الحجاب الإسلامي خلال الزيارة التي أعربتها فيها عن "التعاطف والحب لكل المجتمعات المسلمة".
وتوالت تصريحات الاستنكار من أنحاء العالم للهجوم حيث وصفه مجلس الأمن الدولي وبعض الزعماء بالعمل الإرهابي، في حين اكتفى آخرون بالتنديد.