مهما تلذذ المسلم بمتع الدنيا يظل الوقوف بصحن الكعبة وبجوار الحجر الأسود والسجود عند مقام إبراهيم عليه السلام وصعود عرفة حلم يداعب النفوس، التي تطمع في رضا الله سبحانه وتعالى، ولكن ضغوطات الحياة في غزة من تردي في المستويات كافة وزيادة العوز وقلة الحيلة، قد يحول دون أن يحقق المواطن في القطاع غايته في زيارة بيت الله الحرام.
أساليب مستحدثة
ومع هذه الظروف الصعبة لجأ البعض إلى أساليب مستحدثة للتنعم بهذه النعمة العظيمة وهي «العمرة بالتقسيط».
وللتخفيف عن المعتمرين، قام بنك الإنتاج في غزة عن فتح باب تقسيط سعر رحلة العمرة، والتي تبلغ قيمتها نحو 790 ديناراً أردنياً للشخص الواحد على مدى 18 شهراً، تسهيلاً على سكان يعانون حتى في أداء عبادتهم.
حالة جدل
فتح باب التقسيط في العمرة فتح حالة من الجدل في صفوف الفلسطينيين في القطاع ما بين مؤيد ومعارض، وألهب نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر البعض أن هذا النوع من التقسيط وإرجاع المال إلى البنك مع الفوائد يدخل في إطار الربا المُحرم شرعاً، من جهة ثانية اعتبر البعض أن فتح باب التقسيط من شأنه زيادة جيش المدينين في غزة، في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية، في حين أجاز البعض التقسيط في العمرة بحسب إجماع العلماء، فالحج أو العمرة إن كانت بقرض حسن ويعلم الشخص قدرته على السداد بالتقسيط لشركة بعينها تتحمل هي كلفة السفر، فلا حرج في ذلك بعيداً عن الربا.