2015/10/10
لماذا تنعم النساء بأعمار أطول من الرجال؟
تنعم النساء بأعمار أطول من الرجال. ولكن لماذا؟ يقول أحد الآراء أن الرجال يجهدون في العمل، فيحفرون قبورهم بأنفسهم باكراً. سواء كانوا يعملون في منجم، أو في حراثة الأرض، تراهم يعرضون أجسامهم إلى جهد إضافي، تظهر آثاره في أواخر أيامهم. لكن لو كان هذا صحيحاً، لكان الفارق قد تلاشى بين الجنسين لأن كليهما يستقران في أعمال متشابهة حاليا، يعتمدان فيها على الجلوس كثيراً. في الحقيقة، إن الفارق العمري قد ظل على ما هو عليه حتى أثناء حصول التغيرات العظيمة في المجتمعات. ففي العام 1800، وفي السويد تحديداً، كان متوسط العمر المأمول عند الولادة هو 33 عاماً للنساء و31 عاماً للرجال، أما اليوم فأصبح 83.5 للنساء، و 79.5 للرجال. في كلتا الحالتين، تعيش النساء بنسبة تقرب من خمسة في المئة أكثر من الرجال. كما لم يصعب إثبات أن الرجال هم أكثر إساءة لأبدانهم. فعلى سبيل المثال، يُرجح أن يموت الرجال الروس قبل النساء بفارق 13 عاماً، وذلك يعود، جزئياً، إلى أنهم يدخنون ويشربون الخمر أكثر. ولكن في عالم الحيوان أيضاً، تعمر إناث الشمبانزي والغوريلا أكثر من الذكور في أصنافها، بالرغم من أننا لم نر قردة ذكوراً تدخن السجائر، أو تشرب الجعة. يبدو أن الجواب يكمن في عملية نشوئنا وتكويننا. فهناك العديد من الآليات المحتملة، بداية من مجاميع المادة الوراثية، والتي تُعرف باسم «الكروموسومات»، الموجودة ضمن كل خلية. وتوجد تلك الكروموسومات في شكل أزواج، وللإناث زوجان منها «إكس»، وللذكور كروموسوم «إكس» و «واي». لعل هذا الاختلاف هو ما يغير الطريقة التي تعمر بها الخلايا. بامتلاك كروموسومين «إكس»، تمتلك الاناث نسخاً مزدوجة من كل جين (مُورِثَة)، أي أن لديهن احتياطياً في حال اختلال عمل أحدها. ومن الأسباب المحتملة الأخرى، فرضية «قلب المرأة الراكض»، والتي تقول إن معدل ضربات قلب المرأة يتسارع خلال النصف الثاني من الدورة الشهرية، والنتيجة هي تأخير مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية. وللأشخاص الطوال خلايا أكثر في أجسامهم، ما يعني أنهم معرضون أكثر لحصول طفرات ضارة، ما يزيد من البلاء داخل الخلايا ذاتها. ولأن الرجال يميلون ليكونوا أطول من النساء، فهم يواجهون أضراراً أكثر على المدى البعيد. وهناك دلائل أخرى من مكان غير متوقع، مثل المحكمة الإمبراطورية لسلالة «تشوسون» في كوريا. فقد حلل العالم الكوري هان ـ نام بارك سجلات مفصلة لحياة المحاكم تعود إلى القرن التاسع عشر، وشملت معلومات عن 81 من المخصيين الذين أزيلت غددهم التناسلية الذكرية قبل بلوغهم سن الرشد. وكشفت تحليلاته أن المخصيين عاشوا لأعمار تصل إلى نحو 70 عاماً. أما معدل أعمار البقية من الرجال فقد كان 50 عاماً. والسبب؟ ربما يقوم الهورمون الذكري بتقوية الأجسام على المدى القصير، لكن هذه التغييرات نفسها هي التي تترك الرجال معرضين لأمراض القلب والسرطان في أواخر العمر. ولا يقتصر العمر الأطول للنساء على مخاطر هرمون «التستوسترون» لدى الرجال فقط. فربما ينتفعن أيضاً من «إكسير الشباب» لديهن، والذي يساعد على مداواة بعض ويلات الزمن. فهورمون «إستروجين» النسوي هو «مضاد للتأكسد»، ما يعني أنه يزيل المواد السامة التي تسبب إجهاد الخلايا.
تم طباعة هذه الخبر من موقع بوابتي www.bawabatii.com - رابط الخبر: https://www.bawabatii.net/news24868.html