باتت حصيلة فيروس «كوفيد - 19» تقارب ثلاثة آلاف وفاة من أصل أكثر من 86 ألف إصابة في نحو ستين بلدا، من بينها أكثر من 80 ألف إصابة و2870 وفاة في الصين وحدها، حيث أدّت التدابير الصارمة المتّخذة منذ نهاية يناير (كانون الثاني) إلى احتواء انتشار المرض نسبيا، إلا أنها تسببت كذلك في شل النشاط الاقتصادي.
ومع تراجع الحصيلة اليومية للإصابات داخل الصين، يواصل الفيروس تمدده عبر العالم مع تسجيل أولى الوفيات في الولايات المتحدة وأستراليا وتايلند، وارتفاع عدد الحالات المؤكدة داخل إيران وإيطاليا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وكوريا الجنوبية.
ومع رفع منظمة الصحة العالمية الخطر إلى أعلى مستوى، تسابق جهات صحية عبر العالم الوقت لإيجاد لقاح للفيروس. وقال مايك بنس، نائب الرئيس الأميركي، إنه يتوقع البدء في تجارب سريرية على علاج لكورونا الجديد خلال 6 أسابيع، مستبعدا في الوقت ذاته أن يتم التوصل إلى لقاح في الفصل الحالي.
- عودة الارتفاع في الصين
خارج مقاطعة هوباي الصينية، بؤرة الوباء، ظهرت بوادر انتعاش في النشاط الاقتصادي ولا سيما مع ظهور زحمة سير مجددا في بعض نقاط العاصمة بكين في ساعات الذروة كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. لكن البلد لم يتخلص بعد من الفيروس الذي ظهر في ديسمبر (كانون الأول).
وأعلنت اللجنة الوطنية للصحة التي تقوم بمقام وزارة للصحة، أمس، في حصيلتها اليومية عن 573 إصابة جديدة، وهي أعلى حصيلة منذ أسبوع. ولا يزال هذا الرقم أدنى بكثير من الأعداد المسجلة خلال النصف الأول من فبراير (شباط)، حين كانت الإصابات الجديدة اليومية تتخطى الألف. لكن حصيلة الإصابات الجديدة ترتفع لليوم الثاني على التوالي، بعد أن تراجعت الجمعة إلى 327 أدنى حصيلة يومية منذ أكثر من شهر.
أما حصيلة الوفيات، فواصلت التراجع مع إعلان 35 حالة وفاة، مقابل 47 السبت.
ويبدو أن الوباء يبقى متركزا بشكل أساسي في مقاطعة هوباي، فجميع الوفيات المعلن عنها أمس باستثناء واحدة فقط حصلت في المقاطعة، وكذلك جميع الإصابات الجديدة باستثناء ثلاث فقط.
وإن كان انتشار العدوى تراجع بصورة عامة في الصين بفضل تدابير حجر صحي شملت أكثر من خمسين مليون شخص، فإن دولا أخرى تصبح بدورها مراكز لانتشار وباء «كوفيد - 19»، وفي طليعتها كوريا الجنوبية وإيطاليا وإيران.
- استنفار أميركي
أعلنت الولايات المتحدة، أول من أمس، عن أول وفاة لديها بسبب المرض لرجل في الخمسينات من عمره في ولاية واشنطن. وقال مسؤولون إن حالتين من بين ثلاث حالات في الولاية مرتبطتان بدار رعاية ظهرت على عشرات المقيمين فيها أعراض المرض. ونقلت محطة «سي إن إن» عن مايك بنس، نائب الرئيس الأميركي والمشرف على استراتيجية البلاد لمواجهة تفشي الفيروس، قوله إنه على الرغم من أن أغلب الأميركيين ليسوا في خطر داهم بسبب «كوفيد - 19»، فإنه من الممكن أن يكون الإعلان عن المزيد من الوفيات في الولايات المتحدة وشيكا بعد الإعلان عن أول حالة، كما نقلت وكالة «رويترز».
وأضاف بنس «نعلم أنه سيكون هناك مزيد من الحالات»، في تصريح مماثل لما أدلى به الرئيس دونالد ترمب في وقت سابق، وقال فيه إن وجود حالات إضافية هو «أمر مرجح». وأوضح ترمب ومسؤولون أميركيون كبار في إفادة صحافية في البيت الأبيض أن المسافرين القادمين من إيطاليا وكوريا الجنوبية سيخضعون لعمليات فحص إضافية، وحذّروا الأميركيين من السفر للمناطق التي ظهرت بها إصابات بالمرض في الدولتين.
وتابع بنس أن نطاق حظر على دخول المسافرين من إيران سيتسع ليشمل أي أجنبي زار إيران في الأربعة عشر يوما الماضية. وأشار المسؤولون إلى أن الولايات المتحدة قد تفرض قيودا كذلك على السفر عبر حدودها الجنوبية مع المكسيك، لكنهم حثّوا الأميركيين على التنقل في أنحاء البلاد بما يشمل ولايات سجلت بعض حالات الإصابة التي فاقت الستين في البلاد حاليا.
وعرقل تفشي المرض الطلب على رحلات الطيران واضطرت الكثير من الشركات لوقف أو تعديل الرحلات الجوية بسبب ذلك. وبعد الإفادة الصحافية أول من أمس السبت، أجرى البيت الأبيض اتصالا بشركات الطيران في البلاد لمناقشة فرض قيود جديدة على السفر.
وأعلنت شركة «أميركان إيرلاينز» في وقت متأخر السبت تعليق كل رحلاتها من الولايات المتحدة إلى مدينة ميلانو الإيطالية.
- حالات دولية جديدة
أعلنت الإكوادور، السبت، عن أول حالة إصابة لامرأة زارت مدريد، بينما أعلنت المكسيك عن أربع حالات لأفراد جميعهم زاروا إيطاليا. وأكد مسؤولون في البرازيل تسجيل ثاني حالة في البلاد لمريض في ساو باولو زار إيطاليا مؤخرا. فيما أعلنت كل من أرمينيا وإيرلندا ولوكسمبورغ عن تشخيص أولى الحالات المؤكدة بالفيروس.
وكثفت الحكومات حول العالم جهودها لاحتواء انتشار الفيروس. وأعلنت فرنسا حظرا مؤقتا على التجمعات العامة التي تضم أكثر من خمسة آلاف شخص في أماكن مغلقة. وأبلغت فرنسا عن وجود 16 حالة جديدة لديها مما رفع الإجمالي إلى 73 إصابة، كما ألغت سباقا للعدو بمشاركة نحو 40 ألف عداء كان مقررا أمس الأحد.
بدورها، قالت سويسرا إنها حظرت كل الفعاليات التي تجتذب أكثر من ألف شخص. وظلّ أكثر من 700 سائح رهن الحجر الصحي في فندق في جزر الكناري، بعد أن تم تأكيد إصابة عدد من الضيوف الإيطاليين هناك بفيروس كورونا الجديد.
وستبقى المدارس والجامعات في ثلاث مناطق في شمال إيطاليا مغلقة للأسبوع الثاني على التوالي. وتشهد إيطاليا أسوأ تفش للمرض على مستوى القارة الأوروبية إذ سجلت إصابة أكثر من 1100 و29 وفاة.
وقال وزير الصحة البريطاني مات هانكوك، أمس، إن بلاده تضع خططا تحسبا لتفاقم انتشار المرض ووصفه بأنه «تحد غاية في الأهمية».
- تعبئة كورية «شاملة»
في كوريا الجنوبية، أعلن الرئيس مون جاي - إن أمس قيام حكومته بتعبئة «شاملة». وقال إنه «عقب رفع التنبيه إلى درجته الأعلى، على الحكومة الآن القيام بتعبئة شاملة».
حتى هذا اليوم، ألغيت عشرات الفعاليات في شبه الجزيرة، وفرض أكثر من 70 بلدا قيودا على الرحلات القادمة من كوريا الجنوبية.
وأعلنت السلطات الصحية في كوريا الجنوبية أمس 586 جديدة مؤكدة بفيروس كورونا الجديد في البلاد، ما يرفع العدد الإجمالي للإصابات المؤكدة إلى 3736، بحسب ما ذكرته وكالة بلومبرغ للأنباء. وقد سجلت سيول حالة وفاة بالفيروس، ليبلغ إجمالي حالات الوفيات 21 حالة وفاة على الأقل.
ويعتبر هذا التفشي هو الأكبر خارج الصين، التي بدأ بها انتشار الفيروس في ديسمبر 2019، وتم تسجيل الغالبية العظمى من حالات الإصابة الجديدة في مدينة دايغو، وفقا للمركز الكوري الجنوبي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها. وينتمي 333 شخصا من المصابين الجدد لمدينة دايغو في جنوب شرقي البلاد، مقر كنيسة يعتقد أنها بؤرة تفشي المرض في كوريا الجنوبية.