2020/04/30
لقاح ضد كورونا قيد الاختبار.. هل يكون الداء والدواء من الصين؟

في مختبر إلى شمال بكين، يرفع رجل بملابس طبية بيضاء أنبوباً زجاجياً يضم عينة من أول لقاح في طور الاختبار ضد فيروس كورونا المستجد.

وقد يكون يحمل في يده العلاج المرتقب بشدة في كل أنحاء العالم.

والآمال التي تعلقها «سينوفاك بايوتك» أحد المختبرات الصينية الأربعة المجازة إجراء التجارب السريرية، كبيرة. حتى لو لم يثبت اللقاح بعد نجاعته، تؤكد المجموعة الخاصة استعدادها لإنتاج 100 مليون جرعة سنوياً لمكافحة الوباء الذي ظهر في الصين نهاية 2019 قبل أن يتفشى في كافة أنحاء العالم.

ويمكن تفهم مصدر ثقة المختبر، الذي تفوق في 2009 على منافسيه ليصبح الأول في العالم الذي يطرح في الأسواق لقاحاً ضد إنفلونزا الخنازير (أتش1 أن1).

وفي منشآته الضخمة بشانغبينغ في الضاحية الكبرى للعاصمة بكين، يدقق العاملون في المختبر في نوعية اللقاح التجريبي الذي يحتوي على مسببات مرض خاملة تم إنتاج آلاف نسخ منها. ووضع في علبة بيضاء وحمراء يحمل اسم «لقاح كورونا».

على القرود

حتى وإن كان العلاج لا يزال بعيداً عن اعتماده، على المختبر أن يثبت أنه قادر على إنتاجه على نطاق واسع وإخضاع كميات منه لرقابة السلطات. من هنا بدأ الإنتاج قبل حتى الانتهاء من التجارب السريرية. وإن كان أكثر من مئة مختبر في العالم يتنافسون على إيجاد أول لقاح، قام أقل من 10 مختبرات حتى الآن بتجارب بشرية بحسب معهد النظافة والطب الاستوائي في لندن.

وهذا حال مختبر سينوفاك الذي يؤكد أنه توصل إلى نتائج مشجعة لدى القرود، قبل أن يختبر اللقاح لأول مرة على 144 متطوعاً في منتصف أبريل في جيانغسو (شرق). لكن المختبر الذي تأسس في 2001 لن يكشف التاريخ الذي سيطرح فيه اللقاح في الأسواق. وأعلن ليو بيشينغ مدير «سينوفاك بايوتك» أنه «السؤال الذي يطرحه الجميع».

تجارب في الخارج

وتأمل «سينوفاك» التي توظف ألف شخص في التوصل نهاية يونيو إلى النتائج الأولية المتعلقة بسلامة المنتج في إطار تجارب المرحلتين الأولى والثانية كما قال مينغ وينيغ مدير الشؤون الدولية.

وهذه التجارب ترمي إلى التحقق من أن اللقاح لا يشكل خطراً على الإنسان.

وللتأكد من فعاليته، يجب إجراء تجربة المرحلة الثالثة لدى أشخاص يحملون الفيروس.

وقال مينغ إن ثمة مشكلة «لأنه لم تعد تسجل في الصين سوى بضع حالات يومياً». وفي حال لم تسجل موجة ثانية من الإصابات على الأراضي الصينية ستضطر المجموعة إلى اختبار اللقاح على مصابين بكورونا في الخارج. وأوضح «إننا حالياً على تواصل مع دول عدة في أوروبا وآسيا».

وأضاف «اختبار في المرحلة الثالثة يشمل عادة آلاف الأشخاص. وليس من السهل الحصول على هذا الرقم في أي بلد».

عمل متواصل

وقامت المجموعة ببناء جنوب بكين موقع إنتاج قادر على تأمين 100 مليون جرعة لقاح، سيصبح عملانياً قبل نهاية السنة.

وأعلن مينغ «نعمل ليل نهار وعلى مدار الساعة ما يعني أننا لا نهدر الوقت بتاتاً».

ولقاح محتمل تنتجه مجموعة «سينوفاك» لن يكون كافياً لحماية سكان الأرض.

وأكد مينغ أن مجموعته مستعدة «للتعاون» مع شركاء أجانب تبيعهم حالياً لقاحات ضد الإنفلونزا والتهاب الكبد.

وستثأر الصين إذا أصبحت أول دولة تقدم لقاحاً ضد «كورونا» بعد أن تبين أن بؤرة الفيروس كانت مدينة ووهان الصينية.

وقال مينغ «نحظى بدعم كبير من قبل الحكومة الصينية»، مضيفاً «لا نحصل على الكثير من الأموال» بل نحصل على تعاون مؤسسات عامة تتزود منها سينوفاك بسلالات فيروسية.

وإلى جانب سينوفاك، وافقت بكين على تجربة سريرية لثلاثة لقاحات أخرى اختبارية: أطلقت المدرسة العسكرية للعلوم الطبية ومجموعة «كانسينو» للتكنولوجيا الحيوية إحداها، ومعهد المنتجات البيولوجية ومعهد ووهان لعلم الفيروسات تجربة ثانية ومجموعة «تشاينا بايوتيكس» تجربة ثالثة وقامت باختبارات الثلاثاء على 32 متطوعاً.
 

تم طباعة هذه الخبر من موقع بوابتي www.bawabatii.com - رابط الخبر: https://www.bawabatii.net/news263389.html