أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الاثنين، أن بلاه لن تسمح أبدا بما وصفها بإعادة رسم الخرائط في سوريا، في إشارة إلى مشاريع التقسيم على أساس عرقي أو طائفي، التي ينادي بها البعض وترفضها الإدارة الجديدة في دمشق وأنقرة بشكل قاطع.
وقال أردوغان عقب اجتماع الحكومة، اليوم الاثنين، في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، إن من ينظر إلى سوريا ولا يرى فيها إلا الطوائف والمذاهب والأعراق فهو "حبيس التعصب الأعمى"، وفق تعبيره.
وشدد أردوغان على أن أنقرة تدين بأشد العبارات كل هجوم يستهدف وحدة سوريا واستقرارها وسلمها الاجتماعي، معربا عن ترحيبه برسائل الرئيس السوري أحمد الشرع التي اعتبر أنها "تتسم بالاعتدال والتهدئة"، وأكد
وقال أردوغان إن تركيا "تدين بأشد العبارات كل هجوم يستهدف وحدة سوريا واستقرارها وسلمها الاجتماعي وكل أعمال الإرهاب والتخويف".
وأضاف: "نرحب بالرسائل الحازمة للرئيس السوري والتي تتسم بالاعتدال والتهدئة، وتؤكد عزم الحكومة على معاقبة الخارجين عن القانون".
وأشار الرئيس التركي إلى أن الأحداث في منطقة الساحل السورية أصبحت تحت السيطرة إلى حد كبير مع التدخل الفعال لقوات الحكومة السورية، مستدركا بأن الوضع على الأرض لا يزال حساسا.
وشدد أن تركيا تتخذ التدابير لضمان عدم حدوث أي تطور ضدها، داعيا السلطات السورية إلى اتخاذ الخطوات اللازمة لتهدئة الأجواء بشكل سريع.
وانتقد الرئيس التركي، من التزموا الصمت على مدار 14 عاما، في حين كان الأطفال الأبرياء يُقتَلون بالبراميل المتفجرة والأسلحة الكيميائية على يد النظام المخلوع في سوريا، مؤكدا أن أولئك لا يمكنهم اليوم تجاوز حدودهم.
والخميس الماضي، شهدت محافظتا اللاذقية وطرطوس الساحليتان توترا أمنيا على وقع هجمات منسقة لفلول نظام بشار الأسد، هي الأعنف منذ سقوطه، ضد دوريات وحواجز أمنية، ومستشفيات، ما أوقع عشرات القتلى والجرحى.
واستنفرت قوى الأمن والجيش ونفذت عمليات تمشيط ومطاردة للفلول، تخللتها اشتباكات عنيفة، وسط تأكيدات حكومية على أن الأوضاع تتجه نحو الاستقرار الكامل.
أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع السورية، يوم الإثنين، انتهاء العملية العسكرية في محافظتي اللاذقية وطرطوس الواقعتين في منطقة الساحل غربي البلاد، مشيرًا إلى أن المؤسسات العامة أصبحت قادرة على استئناف العمل.
وأوضح المتحدث حسين عبد الغني في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السورية (سانا) أن الجيش السوري تمكن من إحباط هجمات لفلول النظام السابق، ونجح في إبعادهم عن المراكز الحيوية وتأمين العديد من الطرق الرئيسية.
وأضاف عبد الغني أن القوات السورية وضعت خططًا جديدة لمواصلة محاربة فلول النظام والعمل على القضاء على أي تهديدات مستقبلية. وقال: "تمكنا من امتصاص هجمات فلول النظام البائد وضباطه، وحطمنا عنصر المفاجأة، وتمكنا من إبعادهم عن المراكز الحيوية، وتأمين غالب الطرق التي كانت تستخدمها هذه الفلول لاستهداف المدنيين الأبرياء."
وأشار المتحدث إلى أن القوات السورية تمكنت من تحييد الخلايا الأمنية وفلول النظام في مناطق مختلفة، مثل بلدة المختارية والمزيرعة والزوبار في اللاذقية، وبلدة الدالية وتعنيتا والقدموس في طرطوس، مما أسهم في إفشال التهديدات وتأمين المنطقة.
كما أعلن أن العملية العسكرية قد انتهت بعد تحقيق الأهداف المحددة لها، مؤكدًا أن المؤسسات العامة قادرة الآن على استئناف العمل وتقديم الخدمات الأساسية للأهالي، تمهيدًا لعودة الحياة إلى طبيعتها وترسيخ الأمن والاستقرار.