يستعد وفد يضم عشرات رجال الدين الدروز من سوريا للتوجه إلى إسرائيل يوم غد الجمعة في زيارة دينية هي الأولى من نوعها، وفق ما أفاد مصدر مقرب من الوفد لوكالة الصحافة الفرنسية اليوم الخميس.

وبحسب المصدر، تأتي الزيارة بدعوة من الطائفة الدرزية في إسرائيل، حيث ينتظر الوفد "موافقة أمنية أخيرة" من السلطات الإسرائيلية قبل الانطلاق.

ومن المقرر أن يعبر رجال الدين الأراضي السورية باتجاه إسرائيل عبر بلدة حضر الحدودية في ريف القنيطرة، لزيارة مقام النبي شعيب، الذي يحظى بمكانة خاصة لدى الدروز، إضافة إلى لقاء الشيخ موفق طريف، الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز في إسرائيل.

انتقادات داخلية واستقطاب في السويداء

وأثارت هذه الزيارة انتقادات من بعض أبناء الطائفة الدرزية داخل سوريا، في ظل حساسية العلاقة بين الجانبين.

وينتشر الدروز في لبنان وإسرائيل والجولان وسوريا، حيث يتركزون في محافظة السويداء جنوبي البلاد، إضافة إلى مناطق أخرى قريبة من إسرائيل.

وتشهد المنطقة توترات متزايدة، لا سيما بعد إعلان إسرائيل في ديسمبر 2024 عن نشر قواتها في المنطقة العازلة المنزوعة السلاح في الجولان، بعد سقوط نظام بشار الأسد، وفق إعلانها، في خطوة لم تحظَ باعتراف دولي باستثناء الولايات المتحدة خلال ولاية الرئيس السابق دونالد ترامب.

وفي وقت سابق من الشهر الجاري، حذر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس من أي تهديد قد يتعرض له الدروز في سوريا، مشيرًا إلى أن إسرائيل "سترد بقوة" إذا تعرضوا لأي أذى، وذلك بعد اشتباكات محدودة شهدتها مدينة جرمانا، التي يقطنها دروز ومسيحيون.

دور الدروز في المشهد السوري

يشكل الدروز نحو 3% من سكان سوريا، وتمكنوا إلى حد كبير من تجنب الانخراط المباشر في النزاع الذي اندلع عام 2011، حيث رفض العديد منهم الانضمام إلى الجيش السوري ضمن حملات التجنيد الإجباري.

وتجري حاليًا محادثات بين ممثلين عن الطائفة الدرزية والسلطات السورية الجديدة بهدف التوصل إلى اتفاق يسمح بدمج الفصائل المسلحة الدرزية ضمن وزارة الدفاع السورية.