أكد المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء، الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، أن شهر رمضان يُعرف بشهر الصبر، وذلك لما فيه من عبادة الصيام التي تتطلب تحمُّل الجوع والعطش وكبح الشهوات، وهو ما يعزز في المسلم خلق الصبر والاحتساب.
وأوضح آل الشيخ أن ارتباط رمضان بالصبر قد جاء في الحديث الشريف: "شهر الصبر، وصيامه نصف الصبر"، مشيرًا إلى أن الصيام يعلّم الإنسان الانضباط وضبط النفس عن المألوفات والمحبوبات طاعة لله تعالى.
أنواع الصبر في رمضان
وأشار آل إلى أن الصبر في رمضان يتجلّى في ثلاثة جوانب رئيسية:
الصبر على طاعة الله: حيث يؤدي المسلم عباداته من صيام وصلاة وذكر وقراءة القرآن رغم المشقة.
الصبر عن المعاصي: إذ يمتنع المسلم عن المحرمات التي تفسد صيامه وتضيع أجره.
الصبر على الأقدار المؤلمة: حيث يتعلّم المؤمن التحمل والرضا بما يقدّره الله له.
الثواب العظيم للصبر في رمضان
وبيّن آل الشيخ أن الصبر من أعظم العبادات التي وعد الله عليها بالأجر العظيم، مستشهدًا بقوله تعالى: "إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ" [الزمر: 10]، مما يدل على عظيم الجزاء الذي يناله الصائمون الصابرون.
الصبر والتقوى في رمضان
وأكد آل الشيخ على أن الصبر في رمضان يُعين المسلم على تحقيق التقوى، حيث قال الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" [البقرة: 183]، فالتقوى تتطلب الصبر عن المعاصي والطاعات والابتعاد عن كل ما يغضب الله.
الدعوة إلى الصبر والاحتساب
ودعا الشيخ المسلمين إلى استثمار شهر رمضان في التدرّب على الصبر والاحتساب، والسعي إلى نيل رضا الله، راجيًا لهم القبول والثواب في هذا الشهر الفضيل.