حذر وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني، معمر الإرياني، من تنامي العلاقة بين مليشيا الحوثي الإرهابية وحركة الشباب الصومالية المرتبطة بتنظيم القاعدة، مؤكداً أن هذا التحالف بات يشكل تهديداً خطيراً للأمن الإقليمي والملاحة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، في ظل تنسيق لوجستي يشمل تهريب السلاح والمقاتلين، بتمويل وإشراف مباشر من الحرس الثوري الإيراني.
وقال الإرياني، في بيان رسمي، إن هذا التمدد المشترك يترجم ميدانياً إلى هجمات بطائرات مسيرة وزوارق مفخخة وعمليات قرصنة، ضمن مشروع إيراني يسعى لتحويل الممرات البحرية الحيوية إلى ورقة ابتزاز سياسي واقتصادي، على حساب أمن المنطقة والعالم.
وجاءت هذه التصريحات على خلفية الضربة الجوية التي استهدفت موقعًا في مدينة صعدة فجر الإثنين الماضي، والتي سارعت مليشيا الحوثي إلى تقديم روايات متضاربة بشأنها، مدعية تارة أنه سجن احتياطي، وتارة أخرى كمركز احتجاز، قبل أن تزعم أنه مركز إيواء للمهاجرين غير النظاميين تابع للمنظمة الدولية للهجرة، وهي رواية نفتها المنظمة الأممية بشكل رسمي.
وأكد الوزير أن تحقيقات ميدانية ومصادر موثوقة أثبتت أن الموقع المستهدف كان يُستخدم من قبل الحوثيين كمركز لتجميع وتدريب المهاجرين الأفارقة، في إطار عمليات استغلال منظمة تنتهك القوانين الدولية. ووفقًا للمعلومات، تقوم المليشيا بفرز المهاجرين بحسب انتمائهم الديني؛ إذ يُخضع المسلمون لبرامج تعبئة أيديولوجية ويتم تجنيدهم في صفوف الحوثيين أو إرسالهم إلى معسكرات تدريب تديرها حركة الشباب، فيما يُجبر غير المسلمين، وغالبيتهم من المسيحيين، على التوجه نحو الحدود السعودية لاستخدامهم كورقة ضغط.
وأشار الإرياني إلى أن هذه الممارسات ليست جديدة، مستذكراً جريمة عام 2021 حين أضرمت المليشيا النار عمداً في مركز احتجاز للمهاجرين في صنعاء، ما أدى إلى مقتل وإصابة أكثر من 170 شخصاً، دون أن تُحاسب على هذه الجريمة حتى اليوم.
كما وثقت السلطات اليمنية والانتهاكات المتكررة بحق اللاجئين والمهاجرين، بما في ذلك التجنيد القسري، والابتزاز المالي، واستخدامهم في مهام قتالية خطيرة تشمل نقل الأسلحة وحفر الخنادق وبناء التحصينات، في ظروف قهرية ومهينة.
ودعا الوزير المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والإنسانية، واستكمال خطوات تصنيف مليشيا الحوثي كمنظمة إرهابية، كما فعلت الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وعدد من الدول الأخرى، مؤكداً أن "الحقيقة باتت واضحة اليوم؛ مليشيا الحوثي ليست طرفاً إنسانياً، بل أداة إرهابية عابرة للحدود تخدم المشروع الإيراني التخريبي في المنطقة".