أثارت قصة الشابة ميرا، من الطائفة العلوية، والشاب أحمد، المنتمي إلى الطائفة السنية، عاصفة من الجدل في سوريا، بعدما اختفت ميرا لأيام ثم ظهرت فجأة متزوجة من أحمد ومرتدية الحجاب، ما دفع عائلتها للاعتقاد بأنها اختُطفت، خصوصاً وسط تصاعد حالات الاختفاء والاختطاف في البلاد بعد سقوط نظام بشار الأسد.

ميرا، التي تنحدر من مدينة تلكلخ، قالت إنها هربت بإرادتها مع أحمد من معهدها في حمص بعد رفض عائلتها الزواج منه بسبب اختلاف المذهب، في وقت كانت الأسرة تحاول إرغامها على الاقتران بشخص آخر من طائفتها.

رغم ظهورهما لاحقًا في تسجيل مصوّر أكدا فيه أن ما جرى هو "قصة حب تقليدية تصطدم برفض الأهل"، بقيت الشكوك قائمة، لا سيما من ناشطين تساءلوا عن احتمال وجود ضغوط أو صلات لأحمد بأجهزة أمنية أو جماعات مسلّحة موالية للنظام.

في المقابل، اعتبر مؤيدو رواية الهروب أن القضية تم تضخيمها إعلامياً لتقويض صورة الأجهزة الأمنية الجديدة، مؤكدين أن ما حصل لا يخرج عن إطار العلاقات العاطفية والصراع مع سلطة الأهل.

وتأتي هذه القضية وسط تصاعد المخاوف من تزايد حالات اختفاء النساء في سوريا، ما أثار تحذيرات من منظمات حقوقية أبرزها "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" و"رابطة النساء السوريات"، التي شددت على خطورة غياب التحقيقات المستقلة في هذه القضايا، محذّرة من تحولها إلى نمط دائم في ظل الفوضى الأمنية.

وبين من يرى قصة حب ومن يشتبه في وجود إجبار أو استغلال، تبقى قصة ميرا وأحمد رمزًا لتشابك القضايا الاجتماعية والأمنية في بلد لم يستعد عافيته بعد.