في واقعة أثارت موجة من السخرية والغضب في الشارع الليبي، أصدرت النيابة العامة قراراً بحبس مدير شركة "المدار" للاتصالات وعدد من كبار المسؤولين، بعد كشف تورطهم في صرف ملايين الدنانير من أموال الشركة بطريقة تخالف اللوائح المالية.

وبحسب بيان النيابة، فإن التحقيقات استندت إلى تقارير ديوان المحاسبة، التي رصدت إنفاقاً تجاوز 3.5 مليون دينار ليبي، من بينها 540 ألف دينار صُرفت على احتفال بذكرى تأسيس الشركة.

التحقيقات كشفت فواتير مثيرة للجدل، تضمنت شراء وجبات فاخرة من بينها خروف محشي بلغت قيمة الواحد منها 17,500 دينار ليبي (نحو 2,500 دولار أمريكي)، في إنفاق وصفه المحققون بأنه "غير عادل" و"مبالغ فيه إلى حد العبث".

الفضيحة لم تتوقف عند الولائم، بل شملت أيضاً عقد إعلان تجاري مدته دقيقتان فقط، بتكلفة باهظة أثارت الشكوك حول وجود فساد إداري ومالي واسع داخل الشركة.

النيابة قررت حبس المتهمين احتياطياً على ذمة التحقيق، بينما تتعالى الأصوات المطالبة بتوسيع التحقيقات لمحاسبة كل من يمدّ يده إلى المال العام... حتى لو كان ذلك على طبق من "خروف محشي".