2025/05/10
شهادات مروعة لمعتقلين سابقين تكشف فظائع التعذيب في سجون الحوثيين باليمن

تتوالى الشهادات الصادمة عن انتهاكات جسيمة يتعرض لها المختطفون في سجون جماعة الحوثي، حيث كشف عدد من المعتقلين السابقين عن تعرضهم لأساليب تعذيب وحشية، في ظل تصاعد المطالب الحقوقية بفتح السجون السرية أمام لجان دولية مستقلة ومحاسبة المسؤولين عن تلك الجرائم.

من بين هؤلاء، يروي الشيخ عبد الهادي الشامي، أحد وجهاء قبيلة أرحب بمحافظة صنعاء، تفاصيل اختطافه عام 2015 من منزله على يد مسلحين حوثيين، اقتحموا منزله ليلًا دون أي سند قانوني، وعبثوا بمحتوياته قبل أن يقتادوه إلى جهة مجهولة. تنقل الشامي بين عدة معتقلات رسمية، قبل أن يُرحل إلى سجن سري لم تُكشف هويته حتى اليوم.

وقال الشامي، في شهادة ضمن تحقيق استقصائي نشرته منصة "جسور بوست"، إنه ظل مخفيًا قسرًا لعامين دون محاكمة أو تهمة واضحة، وتعرض خلال تلك الفترة لأنواع متعددة من التعذيب الجسدي والنفسي، بينها الضرب المبرح، التعليق من السقف، والشتم المستمر. وأضاف: "كنا نُتهم بأننا دواعش أو مرتزقة، ونُهدد يوميًا بالقتل".

وعن تأثير التجربة على أسرته، أوضح الشامي أن والده تُوفي وهو في السجن، فيما أصيبت والدته بجلطة دماغية جراء الصدمة، مضيفًا: "كنت أعيش كأنني من الأموات، لا شيء يربطني بالحياة سوى خربشات على جدران الزنزانة أكتب فيها أدعية وتواريخ الأيام".

وفي شهادة مماثلة، قال الصحفي حمزة الجبيحي إنه اختُطف من أحد شوارع صنعاء في أكتوبر 2016، واقتيد إلى معتقل تابع لجهاز الأمن القومي، حيث خضع لتحقيقات مطولة دون السماح له بمقابلة محامٍ أو الاتصال بأسرته. وأكد تعرضه للصعق الكهربائي والضرب بالعصي، إضافة إلى تعليقه لساعات في وضعية مؤلمة، مشيرًا إلى تعرضه للابتزاز النفسي عبر التهديد بعائلته.

وأوضح الجبيحي أنه خضع لسبع جلسات محاكمة "صورية" انتهت بالإفراج عنه ضمن صفقة تبادل أسرى نهاية عام 2020.

من جهته، روى الناشط الإنساني مشتاق الفقيه تفاصيل اختطافه عام 2017 من إحدى نقاط التفتيش الحوثية في تعز أثناء توجهه لتوزيع مساعدات. وقال إنه نُقل إلى معتقل "الصالح"، حيث احتُجز في زنزانة مكتظة تفتقر لأبسط مقومات الحياة. وأشار إلى أن بعض المعتقلين تعرضوا للتعذيب حتى فقدوا الوعي، وآخرين نُقلوا إلى مستشفيات نفسية بعد انهيارهم.

وسرد الفقيه قصة زميل له، طبيب شاب، تعرض لتعذيب شديد، ثم نُقل إلى جهة مجهولة دون معرفة مصيره، مضيفًا: "كنا نعيش في ظلمة كاملة، لا أحد يعلم عنا شيئًا".

وتتسق هذه الشهادات مع ما وثقته منظمة "سام" للحقوق والحريات، التي سجلت خلال عام 2024 نحو 3,497 انتهاكًا لحقوق الإنسان في اليمن، منها 3,014 انتهاكًا ارتكبتها جماعة الحوثي، بنسبة 86%. وشملت الانتهاكات حالات اختطاف، قتل خارج القانون، تعذيب حتى الموت، اعتداءات جنسية، ومحاكمات سياسية.

تم طباعة هذه الخبر من موقع بوابتي www.bawabatii.com - رابط الخبر: https://www.bawabatii.net/news328174.html