دبي (رويترز) – صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الخميس، بأن الولايات المتحدة تقترب بشكل كبير من التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، مشيراً إلى أن طهران وافقت "إلى حد ما" على بعض الشروط المطروحة.

وخلال زيارته الحالية إلى منطقة الخليج، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ترامب قوله إن "مفاوضات جدية للغاية تُجرى مع إيران بهدف تحقيق سلام طويل الأمد". وأوضح أن التوصل إلى الاتفاق قد يتم دون اللجوء إلى "الخطوة العنيفة"، مضيفاً: "هناك خياران؛ أحدهما لطيف جداً، والآخر عنيف، وأنا لا أرغب في السير في الطريق الثاني".

ورغم هذا التفاؤل، أشار مصدر إيراني مطلع على مجريات المحادثات إلى استمرار وجود خلافات تحتاج إلى تسويتها مع الجانب الأمريكي.

وتراجعت أسعار النفط بنحو دولارين يوم الخميس، في ظل تنامي التوقعات بقرب التوصل إلى اتفاق قد يسفر عن تخفيف العقوبات المفروضة على طهران.

وكانت الجولة الأخيرة من المحادثات بين الجانبين الأمريكي والإيراني قد اختتمت يوم الأحد في العاصمة العُمانية، مسقط. وأكد مسؤولون مطلعون أنه من المقرر عقد جولات إضافية، في وقت لا تزال فيه طهران تؤكد علناً تمسكها بمواصلة برنامج تخصيب اليورانيوم.

وبحسب موقع "أكسيوس"، فإن إدارة ترامب عرضت على طهران مقترحاً جديداً خلال الجولة الرابعة من المفاوضات التي جرت الأحد الماضي.

ورغم التصريحات العلنية من كلا الطرفين حول تفضيلهما للحلول الدبلوماسية، إلا أن الخلافات لا تزال عميقة، مما يصعّب التوصل إلى اتفاق شامل يجنب التصعيد العسكري مستقبلاً.

من جانبه، هاجم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان تصريحات ترامب الأخيرة، والتي وصف فيها طهران بأنها "القوة الأكثر تدميراً في الشرق الأوسط"، قائلاً: "ترامب يفرض العقوبات ويهددنا ثم يتحدث عن حقوق الإنسان. الولايات المتحدة مسؤولة عن الفوضى والجرائم وعدم الاستقرار في المنطقة". وأضاف: "يريد زعزعة استقرار إيران من الداخل".

ورغم هذه التوترات، أبدى مسؤول إيراني خلال مقابلة مع شبكة NBC News استعداد بلاده لقبول اتفاق مقابل رفع العقوبات الاقتصادية. ونقلت الشبكة عن علي شمخاني، مستشار المرشد الأعلى علي خامنئي، تأكيده التزام إيران بعدم إنتاج أسلحة نووية، والتخلص من مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب، وتخصيب اليورانيوم فقط ضمن المستويات المدنية، مع السماح بالتفتيش الدولي.

في المقابل، يصر مسؤولون أمريكيون على ضرورة وقف إيران لعمليات التخصيب بالكامل، وهو ما تعتبره طهران "خطاً أحمر"، لكنها أبدت استعدادها لخفض مستويات التخصيب بدلاً من وقفه كلياً.

كما أشار مسؤولون إيرانيون إلى استعدادهم لخفض مخزوناتهم من اليورانيوم عالي التخصيب، بشرط ألا تقل الكميات عن الحد المتفق عليه في الاتفاق النووي لعام 2015، الذي انسحبت منه واشنطن لاحقاً.

وأكد مصدر إيراني أن المشكلة الأساسية تكمن في "عدم استعداد الولايات المتحدة لرفع العقوبات الرئيسية بالمقابل". وأضاف أن طهران ترغب في نقل مخزون اليورانيوم على مراحل، وهو ما لا تراه واشنطن مناسباً. كما لا يزال الجانبان مختلفين بشأن الوجهة التي سيُنقل إليها ذلك المخزون.