استهدفت محاولة اغتيال أحد قيادات ميليشيا الحوثي جنوب العاصمة صنعاء، في مؤشر واضح على تصاعد حدة الانقسامات والصراعات الداخلية التي تعصف بالجماعة مؤخرًا، وسط توترات متزايدة بفعل قضايا فساد وصراع على النفوذ.
وأفادت مصادر متطابقة أن القيادي الحوثي هادي السلامي، المعين من قبل الجماعة مديرًا لقسم شرطة قاع القيضي، قد تعرض لمحاولة اغتيال، وسط أجواء من التوتر بين عدد من القيادات الحوثية، وذلك عقب اندلاع حريق في أحد مخازن الأسلحة القريبة من مصنع الحبيشي في المنطقة ذاتها.
وبحسب المصادر، فقد وُجهت اتهامات مباشرة للسلامي بالوقوف وراء الحريق، ما تسبب بتفجر خلافات داخلية واتهامات متبادلة بين قيادات بارزة في الجماعة، في حين نفى السلامي تلك المزاعم، معتبرًا إياها محاولة لتصفيته سياسيًا.
وفي تطور لافت، طالت الاتهامات بعض القيادات العليا في الجماعة، حيث أُشيع أنها سربت إحداثيات مواقع حساسة لما قيل إنه تعاون استخباراتي مع جهات خارجية، بينها إسرائيل، وهو ما عدّه مراقبون تصعيدًا خطيرًا قد يُسرّع من تفكك الجبهة الداخلية للحوثيين.
وأشارت المصادر إلى أن قيادة الجماعة سعت إلى احتواء الموقف عبر توجيه أصابع الاتهام نحو أطراف قبلية معارضة، في محاولة لامتصاص التوتر الداخلي والتغطية على الانقسامات الآخذة في التوسع داخل صفوفها.
وتأتي هذه التطورات في سياق مشهد متزايد التعقيد داخل جماعة الحوثي، في ظل اتهامات متبادلة بالفساد، وتنامي الصراعات بين مراكز القوى، ما يعزز المؤشرات على اهتزاز بنيتها التنظيمية وتهديد تماسكها الداخلي.