هدد زعيم فرع تنظيم القاعدة في اليمن، سعد بن عاطف العولقي، الرئيس الأميركي دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك، على خلفية الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، وذلك في أول ظهور مرئي له منذ توليه قيادة التنظيم العام الماضي.
وقد انتشر مقطع الفيديو، الذي تبلغ مدته نحو نصف ساعة، صباح السبت عبر حسابات تابعة لمؤيدي تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب" (AQAP)، ووجّه خلاله العولقي دعوات إلى "الذئاب المنفردة" لشنّ اغتيالات تستهدف قادة في مصر والأردن ودول الخليج، احتجاجًا على ما وصفه بالمجازر المرتكبة في غزة، وفق وكالة "أسوشيتدبرس" الامريكية.
ظهر في الفيديو صور لكل من ترامب وماسك، إضافة إلى نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ووزير الدفاع بيت هيغسيث. كما ظهرت أيضًا شعارات شركات يملكها ماسك، بما في ذلك شركة "تسلا" لصناعة السيارات الكهربائية.
وقال العولقي: "لا خطوط حمراء بعد ما حدث ويحدث لشعبنا في غزة... المعاملة بالمثل مشروعة".
وعلى الرغم من التراجع الذي شهده تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب" في السنوات الأخيرة بسبب الانقسامات الداخلية والضربات الجوية الأميركية التي استهدفت قياداته، فإنه لا يزال يُعد أحد أخطر أفرع التنظيم نشاطًا، بعد مقتل مؤسس القاعدة أسامة بن لادن عام 2011 على يد قوات النخبة الأميركية.
وكانت الولايات المتحدة قد قتلت في عام 2022، عبر ضربة بطائرة مسيّرة في أفغانستان، زعيم القاعدة أيمن الظواهري، الذي كان أحد أبرز مخططي هجمات 11 سبتمبر 2001، والتي أدت إلى عقود من التدخل العسكري الأميركي في أفغانستان والعراق، وأسهمت في ظهور تنظيم "داعش".
العولقي، المطلوب لدى الولايات المتحدة بمكافأة تصل إلى 6 ملايين دولار، وُصف من قبل واشنطن بأنه سبق له أن "دعا علنًا إلى تنفيذ هجمات ضد الولايات المتحدة وحلفائها". وقد تولّى قيادة التنظيم خلفًا لخالد البتارفي، الذي أُعلن عن مقتله في عام 2024.
ويأتي تصعيد تنظيم القاعدة تزامنًا مع سعي الحوثيين في اليمن لاستغلال الحرب في غزة أيضًا. حيث أطلقت الجماعة المدعومة من إيران صواريخ على إسرائيل، واستهدفت سفنًا تجارية تمر عبر البحر الأحمر، إلى جانب مهاجمتها لسفن حربية أميركية. وقد وصفت البحرية الأميركية تلك المواجهات بأنها "الأعنف منذ الحرب العالمية الثانية".
وكانت إدارة ترامب قد شنّت حملة ضربات مكثفة ضد الحوثيين، انتهت قبل الزيارة الأخيرة للرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط.
وبينما يحظى الحوثيون باهتمام دولي متزايد، وسط استمرار النزاع المسلح في اليمن، يبدو أن العولقي يسعى إلى إعادة تسليط الضوء على تنظيمه، والذي تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن عدد مقاتليه ومؤيديه يتراوح بين 3,000 و4,000 فرد. ويعتمد التنظيم في تمويله على سرقة البنوك ومحال الصرافة، وتهريب الأسلحة، وتزوير العملات، وعمليات الخطف مقابل فدية، وفق تقارير الأمم المتحدة.
وعلى الرغم من الاختلاف المذهبي، حيث ينتمي الحوثيون إلى الطائفة الزيدية الشيعية، بينما يُصنف تنظيم القاعدة كجماعة سُنية متطرفة، فإن مستوى المواجهات بين الجانبين تراجع بشكل كبير في السنوات الأخيرة، في حين يواصل التنظيم استهداف قوات التحالف بقيادة السعودية.
ويعلق محمد الباشا، خبير الشأن اليمني في مؤسسة "باشا ريبورت" للاستشارات الأمنية، قائلاً: "بينما يكتسب الحوثيون شعبية باعتبارهم قادة ما يسمى بـ‘مقاومة العالم العربي والإسلامي’ ضد إسرائيل، يسعى العولقي إلى منافستهم عبر تصوير نفسه كمن يهتم بالقضية الفلسطينية بالقدر ذاته".
ويضيف الباشا: "بالنسبة لصنّاع السياسات والأمن القومي الذين بدأوا يغضّون الطرف عن الملف اليمني، فإن هذا الفيديو يبعث برسالة واضحة: اليمن لا يزال يُمثل ملفًا بالغ الأهمية".