2025/06/17
مصور فرنسي يكشف سحر سقطرى الخفي: حياة يومية وسط الطبيعة وهشاشة البيئة في زمن الحرب

وثّق المصور الفرنسي تشارلز ثيفين جانبًا مختلفًا من جزيرة سقطرى اليمنية، بعيدًا عن الصور السياحية النمطية التي تركز فقط على مناظرها الطبيعية الخلابة التي تأسر الألباب. في مقابلته مع CNN بالعربية، كشف ثيفين عن قصة الإنسان هناك وكيف يعيش سكان الجزيرة حياتهم وسط تحديات كبيرة فرضها الصراع المستمر في اليمن.

أمضى المصور شهرين كاملين في سقطرى، بعيدًا عن الزيارات السريعة التي يقتصر معظم الزوار عليها. خلال هذه الفترة، كوّن صداقات مع السكان المحليين الذين استقبلوه بترحاب كبير، وشاركوه تفاصيل حياتهم اليومية، من الصيد إلى الاحتفالات البسيطة، وحتى مباريات كرة القدم التي تجمع شباب الجزيرة. وقال ثيفين: "كنت أرغب في توثيق هذه اللحظات الحقيقية، بعيدًا عن الفخ السياحي الذي يحصر الجزيرة في صور طبيعية فقط".

الصيد يمثل بالنسبة لسكان سقطرى مصدرًا أساسيًا للعيش، ويقول المصور إن «في كل منزل بالعاصمة حديبو، يوجد على الأقل شخص يجيد الصيد»، وهو ما يعينهم في مواجهة صعوبات استيراد المواد الغذائية بسبب النزاع المستمر والحصار. ويضيف: «حتى الأسر ذات الدخل المحدود قادرة على تناول وجبة مشبعة بفضل البحر الغني بالأسماك».

رغم الجمال الطبيعي الذي يحيط بهم، يدرك سكان الجزيرة هشاشة هذا التراث البيئي الفريد، ولذلك تشهد الجزيرة نشاطًا ملحوظًا في حملات التنظيف التي تنظمها جمعيات المجتمع المدني. وركز المصور بشكل خاص على غابة "فيرمهين" حيث تنتشر أشجار دم التنين الشهيرة، والتي تُعد رمزًا لسقطرى وضرورة الحفاظ عليها من التدهور البيئي.

يأتي توثيق ثيفين في وقت تعاني فيه الجزيرة من تداعيات الحرب على البر الرئيسي لليمن، مما يجعل صورة الحياة في سقطرى، من حيث التحديات والصمود، مصدر إلهام يعكس قدرة الإنسان على التكيّف وسط أقسى الظروف.

تم طباعة هذه الخبر من موقع بوابتي www.bawabatii.com - رابط الخبر: https://www.bawabatii.net/news331343.html