أثار مقال وزير الخدمة المدنية في الحكومة والتابع للمجلس الانتقالي الجنوبي، عبدالناصر الوالي، موجة انتقادات وسخرية واسعة، بعدما حمّل ما أسماها "الدولة العميقة" مسؤولية تدهور الأوضاع في العاصمة المؤقتة عدن، رغم سيطرة الانتقالي الكاملة على مفاصل المدينة منذ قرابة عقد.
الوالي، وفي مقاله الذي نُشر الجمعة، اعترف بصراحة بعجز المجلس عن إدارة الخدمات الأساسية كالكهرباء والمياه والرواتب والوقود، رغم توفر الإمكانيات، مبررًا هذا العجز بوجود "قوى خفية" تعرقل التوريد والتشغيل واتخاذ القرار، في إشارة مبطنة إلى "الدولة العميقة".
ورغم تحكم المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيًا منذ 2016 بالإيرادات والمؤسسات وملف الأمن والخدمات في عدن ومحافظات جنوبية أخرى، إلا أن الانهيار الخدمي والمعيشي يتصاعد.
الشارع لم يلتزم الصمت، إذ اعتبر ناشطون وصحفيون أن حديث الوالي يمثل "أغرب اعتراف بالفشل"، حيث علّق الصحفي فتحي بن لزرق بالقول: "يمسكون بزمام المدينة ولا يقدرون على فعل شيء، عذر يتكرر وفشل يتجدد"، مضيفًا: "هكذا تنهار الدول حين تدار بشماعات العجز والخطاب الفارغ".
الانتقادات الشعبية جاءت انعكاسًا للغضب المتنامي في عدن، التي تعيش أزمات خانقة في كافة القطاعات، وسط غياب أي حلول حقيقية، وتبادل الاتهامات داخل السلطة المسيطرة.