في ليلةٍ اشتعل فيها اللهب، دوّت أصوات الرصاص في سوق الاثنين بمديرية المتون بمحافظة الجوف، أعقبها انفجار ألسنة النار التي التهمت محطة "سريع" للوقود، إثر هجوم مسلح نفّذه مجهولون ثم تواروا عن الأنظار في جنح الظلام.
وقال شهود عيان ومصادر قبلية إن المسلحين أطلقوا وابلاً من الرصاص على خزانات الوقود داخل المحطة، ما تسبب باندلاع حريق هائل سرعان ما تمدد إلى محيط السوق، وسط فوضى وذعر في صفوف السكان.
وفيما كانت ألسنة اللهب ترتفع في سماء الجوف، غابت فرق الإطفاء التابعة للحوثيين، وغاب معها الأمل بإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ليواجه المواطنون الحريق بوسائل بدائية، في مشهد مأساوي يعكس حجم الإهمال واللامبالاة من سلطة الأمر الواقع.
الحريق خلّف أضرارًا مادية جسيمة، دون تسجيل خسائر بشرية، لكنه كشف هشاشة الوضع الأمني في مناطق سيطرة الحوثيين، حيث تتكرر الحوادث دون محاسبة، وتتحول حياة المدنيين إلى رهينة بيد الفوضى المسلحة.