2025/06/28
لماذا غاب الحوثيون عن التصعيد الأخير بين إيران وإسرائيل؟

في تطور لافت أثار تساؤلات المراقبين، غابت جماعة الحوثي بشكل شبه كامل عن التصعيد العسكري الأخير بين إيران وإسرائيل، رغم كونها أحد أبرز أذرع طهران في المنطقة وأكثرها نشاطاً. هذا الغياب المفاجئ دفع معهد دول الخليج العربي في واشنطن إلى نشر تحليل مطوّل، قدم فيه الباحث جريجوري د. جونسن ثلاث فرضيات تفسّر هذا الصمت العسكري.

وبحسب التحليل، فإن الجماعة، التي كانت قد شنت هجمات صاروخية وبحرية مكثفة العام الماضي دعمًا لغزة، وأظهرت صمودًا أمام الضربات الأمريكية خلال "عملية الفارس الخشن"، لم تقدم سوى ردود محدودة في هذا الصراع الأخير، واقتصرت على إطلاق صواريخ قليلة وبيانات إعلامية.

الفرضيات الثلاث التي طرحها المعهد لتفسير الغياب هي:

العجز العسكري: ربما تضررت القدرات الحوثية أكثر مما أعلن خلال العملية الأمريكية، مع استنزاف مخزون الذخيرة نتيجة الهجمات المتواصلة على السفن وإسرائيل، في ظل الاعتماد الكبير على إيران لتهريب مكونات الصواريخ الباليستية.

التحفّظ الاستراتيجي: قد يكون الحوثيون امتنعوا عن الرد خوفًا من التعرض لاستهداف مباشر، خصوصًا بعد أنباء عن محاولة إسرائيلية لاغتيال قيادي بارز في الجماعة، ما يعكس خشيتهم من كشف مواقعهم أو تصفية قياداتهم.

الانتظار للتنسيق: وهو التفسير المرجّح بحسب المعهد، ويقضي بأن الحوثيين ربما ينتظرون التنسيق مع طهران لتنفيذ رد منسق وواسع ضمن رؤية إيرانية أكبر، بعد أن عطّل الهجوم الإسرائيلي على إيران آليات التواصل المعتادة.

التحليل اختتم بالإشارة إلى أن الحوثيين أعلنوا صراحة أنهم غير معنيين بوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، ما قد ينذر بعودة التصعيد لاحقًا، ضمن استراتيجية طويلة الأمد لإبقاء الضغط على الولايات المتحدة وإسرائيل، ومنح إيران فرصة لإعادة ترتيب أوراقها بعد أداء وصف بالضعيف خلال النزاع الأخير.

تم طباعة هذه الخبر من موقع بوابتي www.bawabatii.com - رابط الخبر: https://www.bawabatii.net/news331948.html