2016/08/08
الإغفال عن التطعيم يحول الحصبة إلى التهاب رئوي أو دماغي
حذّر المركز الألماني للتوعية الصحية من أن ‫الإصابة بالحصبة، قد تتفاقم إلى الإصابة بالتهاب رئوي أو التهاب ‫في الدماغ، قد يفضيان بدورهما إلى الوفاة.

‫وأضاف المركز الألماني أن مرض الحصبة شديد العدوى، موضحا أن كل اتصال ‫بشخص مصاب بالحصبة قد يتسبب في العدوى. وأفاد المركز أن الحمى الشديدة والطفح ‫الجلدي الأحمر يعدان من الأعراض الشائعة للإصابة بالحصبة.

‫وأشار الأطباء الألمان إلى أن العدوى بالحصبة تنتشر عن طريق الرذاذ أو ‫عن طريق الاتصال بسوائل الجسم الحاملة للفيروس، كما يمكن حدوث ‫عدوى قبل ظهور الطفح الجلدي المميز للمرض بمدة تصل إلى خمسة أيام.

‫ونصحت الرابطة الألمانية لأطباء الأطفال والبالغين ‫الآباء، بالتأكد من تطعيم أطفالهم وأنفسهم أيضا بلقاح الحصبة.

وأظهرت إحدى الدراسات أن الأطفال الذين ينجون من عدوى الحصبة قد يصبحون أكثر عرضة لمدة ما بين عامين إلى ثلاثة أعوام للإصابة بعدوى قاتلة بسبب تراجع كفاءة عمل الجهاز المناعي الذي تأثر بالإصابة بالمرض، وهو أحد أهم الأسباب التي يجب أن يحرص معها أولياء الأمور على إعطاء أطفالهم الجرعات التحصينية اللازمة.

وأوضح الباحثون أن الإصابة بالحصبة تؤثر سلبا على خلايا الذاكرة في الجهاز المناعي للمريض الذي يستخدمه الجسم لتذكير آلية محاربة العدوى المرضية يوما بعد يوم. ودون هذه الذاكرة المناعية، يصبح المرضى عقب الشفاء من الحصبة أكثر عرضة لخطر الإصابة بالالتهاب الرئوي أو التهاب المخ، فضلا عن أمراض معدية أخرى.

وأكدت دراسة أخرى أن لقاح الحصبة الذي يعطى للأطفال، يحمي من أمراض أخرى كثيرة.

وأجرى الدراسة باحثون في جامعة برينستون بقيادة مايكل مينا ودرسوا بيانات تاريخية لأشخاص من إنكلترا وويلز والولايات المتحدة والدنمارك أصيبوا بالحصبة وتوفوا بسبب أمراض معدية أخرى، وقارنوا معدلات الوفيات قبل بدء حملات التلقيح العامة في البلدان الأربعة وبعدها.

وتوصّل الباحثون إلى أنه قبل بدء التلقيح في هذه البلدان، كانت الحصبة مسؤولة عن حوالي 50 بالمئة من الوفيات الناجمة عن مختلف أمراض الأطفال المعدية. وأوضحوا أن السبب يعود إلى أن الحصبة تقضي على المناعة التي اكتسبها الطفل ضد أمراض أخرى معدية.

وعلى عكس الدراسات السابقة التي كانت تقول إن التأثير التدميري للحصبة في المناعة يستمر لأسابيع أو لأشهر، أكدت الدراسة الحديثة أن هذا التأثير قد يستمر من سنتين إلى ثلاث سنوات. لذلك، فإن تفادي الإصابة بالحصبة يعني أن جهاز مناعة الطفل لن يضعف في فترة حساسة من عمره يتعرّض فيها عادة إلى الكثير من عوامل الإصابة بأمراض معدية.

وقال مينا لموقع “لايف ساينس″ إن هذه النتائج تعتبر تذكيرا للأهل الذين يرفضون إعطاء لقاح الحصبة لأطفالهم، بأن اللقاح يحمي أطفالهم من الكثير من الأمراض ويقوّي جهاز مناعتهم.

وتظهر الإحصاءات أن واحدا من بين 20 طفلا مصابا بالحصبة يطوّر التهابا في الرئة، وهو سبب شائع للوفاة بين الأطفال الصغار، وأن واحدا من بين ألف طفل مصاب بالحصبة يطوّر التهابا في الدماغ.

وقال روبرت غلاتر، الذي شارك في إعداد الدراسة، إن “قيمة اللقاح تكمن في تفادي هذه الأنواع من الوفيات والتعقيدات غير الضرورية”.

وكشفت منظمة الصحة العالمية أن الحصبة من الأسباب الرئيسية لوفاة الأطفال الصغار، وذلك على الرغم من توافر لقاح مأمون وعالي المردود للوقاية منها.

وشهد العام 2013 وقوع 145700 حالة وفاة بسبب الحصبة في جميع أنحاء العالم، أي ما يناهز 400 حالة وفاة في اليوم أو 16 حالة وفاة في الساعة.

ومكّنت جهود التطعيم ضد الحصبة من تحقيق مكاسب صحية عمومية كبرى، ممّا أدّى إلى انخفاض وفيات هذا المرض في جميع أنحاء العالم بنسبة 75 بالمئة في الفترة ما بين عامي 2000 و2013.

وتلقى نحو 84 بالمئة من أطفال العالم في العام 2013 جرعة واحدة من لقاح الحصبة قبل بلوغهم عامهم الأوّل في إطار الخدمات الصحية الروتينية، وهو ما يمثّل زيادة مقارنة بعام 2000، حيث كانت تلك النسبة تناهز 73 بالمئة. وأصبح لقاح الحصبة واحدا من أفضل اللقاحات التي يمكن شراؤها في مجال الصحة العمومية.

ويذكر أن الحصبة مرض يتسبّب فيه فيروس من فصيلة الفيروسات المخاطانية وغالبا ما ينتقل عن طريق الاتصال المباشر أو من خلال الهواء. ويصيب الفيروس الغشاء المخاطي وينتقل بعد ذلك إلى باقي أجزاء الجسم. وتحدث أغلب الوفيات الناجمة عن الحصبة نتيجة لمضاعفات المرض الذي يصيب الأطفال دون سن الـ5 أو البالغين فوق سن 20 عاما. وتشمل المضاعفات الأشد خطورة الإصابة بالعمى والتهاب الدماغ (وهو التهاب يسبب تورم الدماغ) والإسهال الشديد وما يرتبط بذلك من حالات جفاف أو التهابات الأذن أو الجهاز التنفسي الحادة، كالالتهاب الرئوي، أما الحصبة الوخيمة، فإنها تصيب على الأرجح صغار الأطفال الذين يعانون من سوء في التغذية، وخاصة الذين لا يتلقون الكمية الكافية من الفيتامين “أ”.

وتؤدي نحو 10 بالمئة من حالات الحصبة إلى الوفاة لدى الفئات السكانية التي ترتفع فيها معدلات سوء التغذية وتنقص فيها فرص الحصول على الرعاية الصحية.

لمتابعة أخبار "بوابتي" أول باول إشترك عبر قناة بوابتي تليجرام اضغط ( هنــــا )

تم طباعة هذه الخبر من موقع بوابتي www.bawabatii.com - رابط الخبر: https://www.bawabatii.net/news69512.html