الأحد 4 مايو 2025
عزاء في وجه الضربة: حين تبكي القذيفة قاتلها
الساعة 01:30 مساءً
فتحي أبو النصر فتحي أبو النصر

ترى ما هذا الوطن الذي يبكي قاتليه؟ أي زمن تراجيدي هذا الذي نتقن فيه طقوس العزاء لمن كان يبتهج بكل قذيفة تسقط على رؤوسنا؟

مات زيد الذاري، فتهرول جوقة المعزين بدموع إلكترونية، بين بيان حزبي ومرثية باهتة ووجوه ملونة بألوان الغدر الوطني.

يقولون: "كان مؤتمريا"!

ونحن نقول: كان حوثيا حتى النخاع، يخدعكم بميدالية الحزب ويطلق زغاريد القناعات الإمامية في المجالس المغلقة.

طبعا نحن لا نوزع مشاعرنا في سوق "العزاءات السياسية"، ولا نشارك في جنازات من تمنى لنا الموت، حتى لو تنكر بربطة عنق قومية.

من يبرر القصف على مأرب لا يستحق إلا لعنات الضحايا.

من يحتفل بسقوط قذيفة على طفل في تعز، لا يُعزّى بل يُلعن.

من يضحك حين تغرق عدن في الدم لا يُبكى عليه، بل يُكتب اسمه في قائمة العار الوطني.

ولقد زرع الهاشميون في كل حزب "زيدهم"، وكل فصيل فيه "ثعلبهم"، وكل مؤسسة لها "عميلها المبتسم".

حزبك ليس حزبك، بعد انقلاب المليشيات بل نسخة مشفرة من المشروع الإمامي، منقوشة بالخداع والشعارات التي لا تصدقها حتى الجدران.

هل نسيتم أن بعض المؤتمريين صاروا فقهاء في خدمة السلالة؟

وأن من كانوا يرفعون صور الزعيم صاروا يركعون في كهوف مران؟

لذا تبا لكم، يا أصحاب الأقنعة:

تلبسون الوطنية كما يلبس القاتل ملابس العزاء.

تدعون الانتماء للجمهورية وأنتم تشربون من نخب السُلالة!

تبكون على موت رجل متواطئ مع المليشيات، بينما لم تذرفوا دمعة على أم شهيد في المخا، أو طفلة في مآرب، أو جندي في الضالع.

نعم:

لا، لن نبيع مشاعرنا كما تفعلون.

ولن نساوي بين الضحية والجلاد تحت راية "الموت لا يُشمت به".

بل نقولها صريحة: حين يموت من كان يهتف لخرابنا، فلا مكان للتعزية، بل لتأكيد البقاء.

البقاء لنا، نحن الذين نحمل وجع اليمن بصدق، دون كذب، دون نفاق، دون عمامة مستعارة أو شعار زائف.

وها لقد مات زيد، لكن المشروع الذي تبناه لا يزال بيننا.

وكل عزاء فيه، هو طعنة في خاصرة الضمير.

دعوه يذهب بلا مرثية.

فلا أحد يحنو على مَن حنّ على قاتله.!

إلا الاخجف أو الزنبيل او المليشياوي المستتر!


إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
آخر الأخبار