خالد الرويشان
سالم بن بريك .. شجرة وحيدة في فلاة!
من جمارك المكلا إلى ميناء الحديدة إلى منفذ الطوال إلى المنطقة الحرة بعدن إلى رئاسة مصلحة الجمارك إلى وزارة المالية .. إلى رئاسة مجلس الوزراء!
هذه الرحلة الإدارية المكوكية عجنت الرجل باليمن كله، ولذلك، وفي كلمته الليلة كرر مراراً بهدوء الواثق الحديث عن كامل التراب الوطني!
شكَرَ أشقاء اليمن الداعمين دون أن يسمي أحداً!
ثمة نبرة حزنٍ واضح وأملٍ هادئ مع كل كلمة ونظرة!
حدستُ وقلتُ في نفسي: هذا رجل محترم وشديد النزاهة
في عدن يلخّصون الشخصية المُجرّبة الواثقة الناضجة بقولهم " رجل مجلّس " بتشديد اللام! وأستطيع أن أقول بعد أن استمعت قبل قليل وبتمعّن لكلمة سالم بن بريك رئيس مجلس الوزراء الجديد بأن هذا الرجل مجلّس بكل ما تحمله الكلمة من معنى عكس سابقَيه الشابَّين المهتمَّين بالمظهر دون الجوهر وبالعلاقات الضامنة مع الغير أكثر منها مع البلد ورأس البلد! سواء في عهد هادي أو رشاد! ولا تعوزني الشواهد رغم متابعة الشعب لكل ملامح وتفاصيل فترتيهما التعيستين بعد مغادرة أحمد بن دغر رئاسة مجلس الوزراء!
رغم مشاعر الخيبة التي دهمتني ودهمت الشعب اليمني في معظم شخصيات ورجال الدولة اليمنية خلال عقدين على الأقل وخصوصاً منذ 2018 إلاّ أنني شعرت أن سالم بن بريك سيكون أفضل من سابقَيه على الأقل! لا أريد أن أتفاءل أكثر!
هذا الرجل الاحترافي للمسألة المالية وبالذات في مجال الموارد بحاجة ملحّة للدعم السياسي القوي كي يبدأ في تصدير النفط والغاز اليمني مهما كانت النتائج! ودون ذلك سيعاني وتعاني معه البلاد! ثمة عوائق مريعة لتصدير نفط البلاد من أشقاء الخارج وأشقياء الداخل ظاهرةً وباطنة ولا بد للرجل النزيه من تجاوزها حتى يبدأ في النجاح!
كيف لشجرةٍ وحيدةٍ في هجيرِ فلاةٍ أن تَرِفّ بالحياة وتندى بالأمل؟
كيف لنبعٍ وحيد أن يحيي يباب الآمال وأن يجرف خيبات الرجال؟!
كيف لشجرة وحيدة أن تصبح غابة!
تلك هي مهمة الرجل الفاهم المحترم النزيه .. والمجلّس!
