الطائرة الإثيوبية المنكوبة .. خمس خفايا عن كارثة السقوط
�أساة أخرى في مجال الطائرات كان بطلها طراز بوينغ 737 ماكس، بعد تحطم الطائرة الإثيوبية على متنها 157 شخصاً، ما أثار تساؤلات بشأن هذا الطراز، على خلفية سقوط طائرة من نفس الطراز في إندونيسيا في أكتوبر الماضي.
وتحطمت الطائرة الإثيوبية بعد 6 دقائق من إقلاعها من مطار أديس أبابا متوجهة إلى نيروبي، ولم تعلن الشركة عن أسباب سقوطها، لكن الطائرة وهي من طراز “بوينغ 737 ماكس” تعيد توجيه أصابع الاتهام إلى الشركة المصنعة التي حجبت معلومات حول تقنيات جديدة بالطائرة تتعلق بالتحكم.
وتحدث تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن 5 خفايا حول الطائرة الإثيوبية، بشأن الأسباب الكامنة وراء تحطم طائرتين من طراز بوينغ ماكس 737 خلال فترة تقل عن ستة أشهر من تسلمهما.
وتساءل التقرير “هل هناك مشاكل مع بوينغ 737 ماكس؟”، إن الطائرة الإثيوبية التي تحطمت اليوم لم يمض على تسلمها سوى أربعة أشهر.
وأوضح أن حادثة اليوم تذكر بسيناريو سقوط طائرة “ليون إير” الإندونيسية من الطراز نفسه التي تحطمت بعد تسلمها بنحو شهرين فقط.
ففي أكتوبر الماضي، تحطمت طائرة تابعة لشركة طيران “ليون إير” الإندونيسية في بحر جافا، مما أسفر عن مقتل جميع ركابها البالغ، عددهم 189 شخصا.
وساقت التقرير أوجه الشبه بين سقوط الطائرتين:
– الطائرتان من الطراز نفسه.
– حديثتان ولم يمض سوى أشهر على تسلمهما.
– كلتاهما تحطمتا بعد دقائق قليلة من الإقلاع، حيث تحطمت الأولى بعد 13 دقيقة من إقلاعها، بينما طائرة اليوم تحطمت بعد نحو سبع دقائق.
– فقدت الطائرة الإثيوبية الاتصال بعد حوالي ست دقائق من إقلاعها، وأُعطي الطيار تصريحا للعودة إلى المطار في أديس أبابا، وفقا لشركة الخطوط الجوية الإثيوبية التي تدير الرحلة، لكن الطائرة سقطت على بعد 35 ميلا جنوب شرق العاصمة.
– الأمر نفسه في حادثة ليون إير، حيث وقع الحادث أيضا بعد دقائق من إقلاعها وبعد أن طلب الطاقم الإذن بالعودة إلى المطار.
الطائرة الإثيوبية.. وسلامة ماكس 737
وأشار إلى أن حادثة اليوم تجدد الأسئلة بشأن سلامة ماكس 737، التي كشفت عنها شركة بوينغ في عام 2017 وبيعت كطراز راق متقدم من حيث استهلاك الوقود، وأيضا من الناحية التكنولوجية عن طراز 737 الشهير.
وكانت شركة بوينغ قد وصفت -على موقعها على شبكة الإنترنت- هذا الطراز ماكس 737، بأنه أسرع طائرة مبيعا في تاريخ الشركة، وتستخدمها شركات الطيران في جميع أنحاء العالم.
ويستخدم هذا الطراز في الغالب للرحلات القصيرة والمتوسطة، لكن عددا قليلا من شركات الطيران تطير به بين شمال أوروبا والساحل الشرقي للولايات المتحدة، وهو أكثر كفاءة في استهلاك الوقود وله مدى أطول من الإصدارات السابقة من 737.
ويقول التقرير إنه من السابق لأوانه الحديث عما إذا كانت أسباب تحطم طائرة الخطوط الجوية الإثيوبية هي نفس أو مشابهة لتلك التي حدثت في حادث تحطم ليون إير في إندونيسيا العام الماضي، حيث لم يتوصل المحققون حتى الآن إلى أسباب الحادثة.
لكن شركة بوينغ تواجه اتهامات بخصوص هذا الطراز من طائراتها، تفيد بأن العديد من تقنياتها كانت غير فعالة، مثل حدوث خلل في التحكم ومشكلة تزويد أجهزة الاستشعار الطيارين بمعلومات غير متناسقة.
على أن الرئيس التنفيذي للشركة المالكة للطائرة تيولدي غيبرمريام قال للصحافيين في أديس أبابا إن الطيار “حصل على إذن” للعودة إلى العاصمة الإثيوبية قبل تحطم الطائرة.
وتم الربط بين حادث الطائرتين في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث إن الطائرتين من نفس الطراز وحدث التحطم بعد وقت قصير من الإقلاع في الحادثين.
وكانت الشكرة الأميركية حذرت شركات الطيران في مختلف أنحاء العالم بعد حادث إندونيسيا من قراءات خاطئة في برامج التحكم في الطيران على طائراتها.
وأقرت “بوينغ” بـ”حجب” معلومات تتعلق بالأخطار المحتملة المرتبطة بميزة جديدة للتحكم في الطيران، ويشتبه في أن حجب هذه الميزة تسبب في تحطم الطائرة الإندونيسية التابعة لشركة “ليون إير” بحسب خبراء السلامة الذين شاركوا في التحقيق ومسؤولين في إدارة الطيران الفيديرالية وطيارين.
ويهدف نظام الكبح الآلي في طرازي بوينغ “737 ماكس8″ و”737 ماكس9” إلى مساعدة الطيارين على تجنب رفع مقدمة الطائرة بصورة خطيرة عن طريق الخطأ، لكنه يمكن أن يدفع الطائرة في ظروف غير اعتيادية إلى الأسفل بشكل غير متوقع وبقوة ولا يستطيع للطيار إعادتها إلى الوضع الأفقي مرة أخرى.
وبعد أسبوع من حادث طائرة “ليون إير”، قامت “بوينغ” بتعميم نشرة أمان على شركات الخطوط الجوية التي تستخدم طائراتها كافة، وقالت الشركة الأميركية إن مثل هذا السيناريو يمكن أن يؤدي إلى غوص حاد أو تحطم، حتى لو كان الطيار يقود الطائرة يدوياً.
وطراز “بوينغ 737” هو الأكثر مبيعاً في العالم، حيث باعت “بوينغ” أكثر من 5 آلاف طائرة من هذا الطراز. وطراز “بوينغ 737 ماكس” هو النسخة الأحدث من الطائرة وتشير الإحصاءات أن الشركة باعت حوالي 200 من الطراز الجديد حتى أكتوبر الماضي.