آخر الأخبار


الاربعاء 21 مايو 2025
تحول الخوف من الإصابة بفيروس كورونا المستجد في بضعة أسابيع إلى هاجس عالمي يقف وراء تصرفات كثيرة تتجاوز دائرة الخوف ومنها تنامي بعض أشكال العنصرية ضد أشخاص بسبب انتمائهم إلى بلدان تفشى فيها هذا الفيروس بشكل مكثف حتى وإن لم يكونوا قد زاروها منذ سنين عديدة.
وإذا كانت وسائل الإعلام العالمية ووسائل التواصل الاجتماعي تركز كثيرا في هذه الأيام على الأضرار التي يلحقها انتشار الفيروس في مجالات وقطاعات عدة منها الدورة الاقتصادية وقطاعا الصحة والتعليم، فإنه لوحظ أن اتساع نطاق الفيروس في العالم لديه أيضا انعكاسات إيجابية على أكثر من صعيد منها مثلا أنه ساهم في تخفيف الوطء على موازنات بلدان فقيرة كثيرة مضطرة إلى استيراد مصادر الطاقة الأحفورية ولاسيما النفط والغاز. فصحيح أننا نتلمس بشكل واضح كل يوم تضرر اقتصادات كبرى البلدان المنتجة للنفط والمصدرة له بسبب اتساع رقعة تفشي فيروس كورونا المستجد عبر انخفاض أسعار الذهب الأسود جراء تباطؤ الدورة الاقتصادية العالمية ولاسيما في الصين الشعبية. ولابد من الإشارة هنا إلى أن هذا البلد أصبح في العقود الأخيرة مصنع العالم كله في ما يخص منتجات كثيرة منها منتجات النسيج وقطع الغيار والأدوية. ولكن انخفاض أسعار الوقود المستورد أصبح نعمة بالنسبة إلى موازنات البلدان النامية الفقيرة.
من فضائل اتساع رقعة تفشي فيروس كورونا المستجد أيضا أنه ساهم في تخفيف حدة تلوث الهواء في مناطق ومدن كثيرة كانت تشكو منه قبل أن يتسرب هذا الفيروس إلى الإنسان وقبل أن يقوى عود التلوث وأن يتحوّل إلى غول. وهذا ما تؤكده مثلا صور الأقمار الاصطناعية التي التقطتها وكالة الناسا الفضائية الأمريكية والوكالات الفضائية الأخرى عن مدينة ووهان ومنطقتها حيث أدى الحجر الصحي المفروض على السكان إلى انخفاض نسب التلوث من 10 إلى 30 في المائة. والملاحظ أن تلوث هواء المدن في العالم أصبح اليوم مشكلة صحية عالمية ذات عواقب وخيمة على مستويات كثيرة.
لوحظ أيضا أن اتساع رقعة تفشي فيروس كورونا المستجد ساهم أيضا في تنشيط عمل طواقم بحثية كثيرة تسعى إلى إيجاد نماذج رياضية معقدة تسمح مثلا بمتابعة أنماط انتشار الفيروس وبتحسين طرق الوقاية منه. كما نشطت مختبرات علمية تابعة للقطاعين العام والخاص في العالم من تلك التي تخصصت في صنع عقاقير لعلاج المصابين في انتظار التوصل إلى لقاح ضده. ومما يدعو للتفاؤل بشأن عمل هذه المختبرات أنه يساعد على فتح أفق ربما يكون واعدا في ما يخص موضوع التصدي لما يسمى " الفيروسات التاجية" التي تتسبب في أمراض يصعب تشخيصها ومتابعتها وتبدو معالجتها أمرا معقدا. وهو مثلا حال نزلات البرد ومرض متلازمة التهاب الجهاز التنفسي الحادة (سارس) ومرض متلازمة الشرق الأوسط التنفسية ( ميرس).
وإذا كانت العولمة قد ساهمت إلى حد كبير في اتساع رقعة الاتجار بالحيوانات المهددة بالانقراض، فإن تفشي فيروس كورونا المستجد كان وراء مجموعة من الإجراءات الإيجابية التي اتخذت أو هي بصدد الاتخاذ لتطوير آلية مواجهة هذا النشاط غير المشروع الذي يدر على أصحابه قرابة 23 مليار دولار في السنة حسب منظمة الأمم المتحدة. ويُعَدُّ آكل النمل أحد هذه الحيوانات. فقد كان يُطارَد ويُقتل في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية لأنه يستخدم في صنع وجبات غذائية يُنظر إليها حسب تقاليد ومعتقدات متوارثة في الصين وفيتنام وبلدان آسيوية آخري باعتبارها وجبات تُنشط العملية الجنسية أو تفيد في الحفاظ على الصحة البشرية. ونظرا لأن هذا الحيوان يشتبه بوقوفه وراء نقل فيروس كورونا المستجد إلى الإنسان، فإن الرئيس الصيني شي جين بينغ يشرف بنفسه على الحملة الصينية الجديدة الرامية إلى تضييق الخناق على المتاجرين بعدد من منتجات الكائنات الحيوانية البرية والبحرية المهددة بالانقراض.
ومن "مزايا" فيروس كورونا المستجد الأخرى أنه يساهم في إعادة الاعتبار إلى المطالعة في بلدان كثيرة. فقد لوحظ مثلا في فرنسا وإيطاليا إقبال متزايد على عدد من الأعمال الإبداعية لكتاب كبار تعرضوا بشكل أو بآخر في أعمالهم إلى عوالم حقيقية أو افتراضية تُذكِّر بتلك التي يتحرك في إطارها هذا الفيروس. ومن هذه الأعمال رواية " الطاعون" للكاتب الفرنسي ألبير كامو والتي صدرت لأول مرة عام 1947.
هيثم الزبيدي.. في وداع مقاتل نبيل
مشروع الإنفصال وداعميه
ثقب الأوزون لا علاقة له بالأمر… لكن المياحي فعلها!
صالح وتعز
جريمة قتل بشعة ووحشية تفجع الجنوبيين وتحرق قلوبهم؟