الجمعة 2 مايو 2025
الرئيسية - العالم العربي - الجيش السوداني يعلن السيطرة على القصر الرئاسي وقوات الدعم السريع ترد: المعركة لم تنته بعد - [فيديوهات]
الجيش السوداني يعلن السيطرة على القصر الرئاسي وقوات الدعم السريع ترد: المعركة لم تنته بعد - [فيديوهات]
الساعة 04:08 مساءً (بوابتي )

أعلن الجيش السوداني، اليوم الجمعة، سيطرته الكاملة على القصر الرئاسي وسط الخرطوم، في خطوة تمثل أحد أهم المكاسب الرمزية في الصراع المستمر منذ أكثر من عامين مع قوات الدعم السريع، والذي يهدد بانقسام السودان فعليًا.

وفي المقابل، نفت قوات الدعم السريع فقدانها للسيطرة على القصر، مؤكدة في بيان أنها لا تزال متواجدة في محيط المنطقة، حيث شنت هجومًا أسفر عن مقتل العشرات من جنود الجيش داخل القصر.



وجاء في البيان: "نؤكد أن معركة القصر الجمهوري لم تُحسم بعد، وقواتنا تواصل القتال بإصرار لتحرير المواقع التي احتلها دواعش الحركة الإسلامية، وصولًا إلى تحرير الوطن بأكمله." كما زعمت القوات تنفيذ عملية عسكرية خاطفة أدت إلى مقتل أكثر من 89 جنديًا من الجيش وتدمير آليات عسكرية.

هجمات بالطائرات المسيرة ومواجهات شرسة
أفادت مصادر عسكرية بأن مقاتلي الدعم السريع لا يزالون متمركزين على بُعد نحو 400 متر من القصر، مشيرة إلى أن الجيش تعرض لهجوم بطائرة مسيرة، مما أدى إلى سقوط عدد من القتلى بين الجنود، بالإضافة إلى مقتل ثلاثة مراسلين من التلفزيون الرسمي.

تحركات الجيش والمكاسب الأخيرة
رغم الانتكاسات التي عانى منها الجيش السوداني خلال الصراع، إلا أنه حقق في الفترة الأخيرة تقدمًا ملحوظًا، حيث استعاد أراضي في وسط البلاد من قوات الدعم السريع، بينما عززت الأخيرة سيطرتها على مناطق في الغرب، في خطوة قد تؤدي إلى تقسيم فعلي للسودان.

وتعمل قوات الدعم السريع على إنشاء حكومة موازية في المناطق التي تسيطر عليها، إلا أنه من غير المرجح أن تحصل على اعتراف دولي واسع النطاق.

القصر الرئاسي.. رمز للصراع الدائر
منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، سيطرت قوات الدعم السريع سريعًا على القصر الرئاسي والخرطوم، مستغلة التوترات الناجمة عن الخلافات بشأن اندماجها في الجيش النظامي.

وعقب إعلان الجيش السيطرة على القصر، نشر مقاطع فيديو تُظهر جنوده يحتفلون بالانتصار داخل المبنى، الذي تعرض لأضرار جسيمة شملت تحطم نوافذه وامتلاء جدرانه بثقوب الرصاص.

أدى الصراع المستمر إلى ما وصفته الأمم المتحدة بأنه "أكبر أزمة إنسانية في العالم"، حيث تسبب في المجاعة وانتشار الأمراض بين سكان السودان البالغ عددهم 50 مليون نسمة.

وُجهت اتهامات بارتكاب جرائم حرب لكلا الطرفين، بينما يواجه الدعم السريع اتهامات إضافية بالإبادة الجماعية، وهو ما تنفيه الأطراف المعنية.

في ظل الأوضاع الميدانية المتوترة، سُمع دوي إطلاق نار متقطع في الخرطوم يوم الجمعة، وسط توقعات بتجدد المواجهات العنيفة، لا سيما مع محاولات الجيش فرض حصار على قوات الدعم السريع التي لا تزال تسيطر على مساحات واسعة جنوب القصر الرئاسي.

وفي بيان رسمي، قال الجيش: "سنواصل القتال حتى تحرير كل شبر من بلادنا من دنس الميليشيا وأعوانها."

اندلعت هذه الحرب نتيجة تعثر الانتقال إلى الحكم الديمقراطي، إذ كان الجيش وقوات الدعم السريع قد تعاونتا سابقًا للإطاحة بالرئيس عمر البشير في 2019، قبل أن ينقلبا لاحقًا على القيادة المدنية، مما أدى إلى هذا الصراع الدموي المستمر.

ومع استمرار القتال، يبدو أن السودان يواجه مستقبلًا مجهولًا، حيث تتزايد المخاوف من تقسيم البلاد وتفاقم الأزمة الإنسانية في ظل غياب أي بوادر لحل سياسي قريب.
 


آخر الأخبار