يواجه 490 طالباً وطالبة من خريجي الثانوية العامة في مديرية سامع بمحافظة تعز مصيراً غامضاً بعد حجب نتائجهم من قِبل وزارة التربية والتعليم في عدن، وحرمانهم من شهادات النجاح للعام الدراسي 2023–2024، دون إعلان أي مبررات رسمية حتى الآن، في خطوة أثارت موجة استياء وسط الطلاب وأسرهم.

وبحسب مذكرة رسمية صادرة عن مكتب التربية في المديرية، فإن إجمالي عدد طلاب الثانوية لهذا العام بلغ 996 طالباً وطالبة، ما يعني أن أكثر من نصف الدفعة حُجبت نتائجهم، رغم أن بعضهم حصل على معدلات مرتفعة وكانوا يطمحون إلى الاستفادة من منح دراسية خارجية أو استكمال التعليم الجامعي.

محافظ تعز نبيل شمسان وجّه مذكرة للوزارة يطالب فيها بتوضيح الأسباب والإفراج عن النتائج، غير أن القضية لا تزال عالقة دون رد حاسم، وسط ما وصفه مراقبون بـ"تجاهل مقلق" من قبل الجهات المعنية في الوزارة.

مصادر تربوية كشفت عن معلومات أولية تفيد باحتمال وجود تلاعب من قبل موظفين في إدارة الاختبارات على خلفية علاقات مشبوهة مع جماعة الحوثي، ما يثير الشبهات حول دوافع الاستهداف الانتقائي لهذه الفئة من الطلاب ويستدعي تحقيقاً شفافاً وعاجلاً.

وتعيش مديرية سامع وضعاً استثنائياً، إذ يخضع طلابها لامتحانات الثانوية العامة مرتين: الأولى تحت إشراف وزارة التربية في عدن، والثانية بإشراف وزارة التربية الخاضعة للحوثيين، نتيجة توافق مجتمعي على تحييد المديرية عن النزاع المسلح. هذا الوضع المعقد يجعل طلاب المديرية ضحايا لتجاذبات سياسية، دون أي اعتبار لحقوقهم في التعليم والعدالة.