أعلنت مصادر إسرائيلية، اليوم الاحد، عن سقوط صاروخ بعيد المدى أُطلق من اليمن في قلب مطار بن غوريون، أحد أهم المرافق الحيوية في إسرائيل، ما أسفر عن إصابة 8 أشخاص، وفق ما نقلته صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصادر طبية إسرائيلية.

وأكدت القناة 12 الإسرائيلية أن الصاروخ تجاوز أربع طبقات من منظومات الدفاع الجوي قبل أن يصيب هدفه، مشيرة إلى أن الرأس الحربي كان "كبيرًا للغاية" وأدى إلى موجة انفجارات عنيفة.

وفي السياق ذاته، قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري، إن الصاروخ يُرجّح أن يكون من طراز "فلسطين 2"، وهو صاروخ باليستي يعمل بالوقود الصلب، يصل مداه إلى 2150 كيلومترا، وتبلغ سرعته 16 ماخ (أي 16 ضعف سرعة الصوت)، ويتميز بقدرة عالية على المناورة والتضليل لتفادي أنظمة الدفاع الجوي.

وأكد اللواء الدويري أن جماعة الحوثيين تمكّنت من اختراق أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلي، وعددها في الواقع تسعة وليس أربعة كما يُشاع، موضحا أن إسرائيل تمتلك منظومات مثل "القبة الحديدية"، و"مقلاع داوود"، و"حيتس"، و"ثاد"، إلى جانب خمس منظومات أخرى لم تُختبر ميدانيًا حتى الآن، لكنها تُوظّف لأغراض الحماية الاستراتيجية. وشدد على أن فشل هذه الأنظمة في اعتراض الصاروخ يُعدّ إنجازًا عسكريًا نوعيًا للحوثيين.

وأضاف الدويري، أن هذا هو الصاروخ الثاني الذي يتمكن الحوثيون من إطلاقه وإيصاله إلى قلب الأراضي الإسرائيلية، معتبرًا أن اختيار مطار بن غوريون لم يكن عشوائيًا، بل يندرج ضمن سياسة استهداف "مراكز الثقل" في إسرائيل سواء كانت اقتصادية، سياسية أو عسكرية، وذلك بغرض إرباك الداخل الإسرائيلي.

وعن الرد المحتمل، توقع اللواء الدويري أن يكون هناك تحرك مزدوج وغير متزامن، تقوده القيادة المركزية الأميركية من خلال حاملات الطائرات في المنطقة، وقد تشارك فيه بريطانيا أيضًا، في حين يرجّح أن تنفذ إسرائيل ردًا مباشرًا في الوقت المناسب.