تستعد هيئة الصحة الوطنية في المملكة المتحدة (NHS) لاعتماد الشكل الجديد من دواء السرطان "نيفولوماب" (Nivolumab)، الذي سيُقدَّم للمرضى عن طريق الحقن تحت الجلد، في خطوة من شأنها تسريع العلاج وتسهيل حصول المرضى عليه، لا سيما خارج المستشفيات.

ويُستخدم هذا الدواء، المعروف أيضاً باسم "أوبديفو كفانتيغ" (Opdivo Qvantig)، في علاج أكثر من 15 نوعاً من السرطان، من بينها سرطان الجلد، والمثانة، والمعدة، والمريء، والأمعاء، والرئة، والكلى، والرأس والعنق، ويُعد من أبرز العلاجات المناعية الحديثة.

من المستشفى إلى عيادة الطبيب.. وربما المنزل

يحمل الشكل الجديد من نيفولوماب ميزة كبيرة مقارنة بالعلاج الوريدي، إذ تستغرق عملية الحقن تحت الجلد أقل من 5 دقائق، مقابل نحو 30 دقيقة للحقن الوريدي التقليدي، ما يسمح مستقبلاً بإعطاء الدواء في عيادات الأطباء وربما في المنزل.

وقد حصل هذا الشكل الصيدلاني الجديد على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية مطلع هذا العام، بعد أن أثبتت التجارب السريرية على مرضى سرطان الكلى المتقدم أن فعاليته وسلامته تعادل النسخة الوريدية، مع تشابه واضح في امتصاص الدواء والتخلص منه داخل الجسم.

آلية العمل: تعزيز الجهاز المناعي لمحاربة الورم

ينتمي نيفولوماب إلى فئة مثبطات نقاط التفتيش المناعية، ويعمل عن طريق حجب بروتين يُدعى "PD-1"، ما يمنع الخلايا السرطانية من خداع الجهاز المناعي، ويمنح الخلايا المناعية القدرة على التعرف على الخلايا المصابة ومهاجمتها بشكل أكثر فاعلية.

ويُستخدم نيفولوماب منفرداً أو بالتزامن مع أدوية أخرى في علاج حالات مثل السرطان الليمفاوي الهودجكيني، وسرطان القولون، والمريء، والكبد، والجهاز الهضمي.

خطوة طبية واعدة

في تصريح رسمي، قال الصيدلي السريري والمستشار الوطني المتخصص لأدوية السرطان في المملكة المتحدة، جيمس ريتشاردسون: "يسعدني أن مرضى NHS سيتمكنون قريباً من الاستفادة من هذا العلاج الفعال والأسرع في الإعطاء، والذي يمثل تطوراً مهماً في علاج العديد من أنواع السرطان، بما في ذلك الأورام الصلبة وسرطان الجلد".

ويمثل هذا التطور الطبي خطوة متقدمة نحو رعاية أكثر راحة وفعالية للمرضى، ويوفّر خياراً علاجياً مرناً قد يُحدث فرقاً كبيراً في جودة حياتهم اليومية خلال فترة العلاج.