كشفت مصادر يمنية مطّلعة أن جماعة الحوثي بدأت أعمال إعادة تأهيل للأنفاق العسكرية الخاصة بالقوة الصاروخية وسلاح الجو المسيّر التابعين لها في كل من صنعاء وصعدة، وذلك عقب تعرض هذه المواقع لسلسلة من الضربات الجوية الأمريكية خلال الأشهر الماضية.

وأوضحت المصادر أن الحوثيين كثّفوا مؤخراً من تحركاتهم الهندسية والعسكرية في محيط عدد من المواقع الجبلية التي تضم منشآت تحت الأرض، يُعتقد أنها تُستخدم كمخازن لصواريخ وأسلحة دقيقة، أو كمواقع إطلاق لطائرات مسيّرة. وتشير التقديرات إلى أن الجماعة تسعى إلى استعادة جاهزية هذه المواقع الحيوية ضمن استعداداتها لاستئناف عملياتها ضد أهداف بحرية وجوية في المنطقة.

وكانت القوات الأمريكية قد شنت، منذ منتصف مارس 2025، سلسلة من الهجمات الجوية على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين في صنعاء وصعدة والحديدة، ضمن حملة أوسع تستهدف تحييد قدرات الجماعة على استهداف الملاحة الدولية في البحر الأحمر، خاصة بعد استئناف الحوثيين لهجماتهم على السفن المرتبطة بإسرائيل أو الولايات المتحدة.

وبحسب تقارير استخباراتية، تعتمد جماعة الحوثي على شبكة أنفاق عسكرية معقّدة في محافظتي صعدة وصنعاء، يعود تطوير بعضها إلى ما قبل اندلاع الحرب، بدعم تقني من خبراء إيرانيين وحزب الله، وتُستخدم هذه الأنفاق لإخفاء منصات إطلاق صواريخ باليستية، وطائرات مسيّرة، بالإضافة إلى تخزين الذخائر.

وتثير تحركات الحوثيين مخاوف من تصعيد جديد، خصوصاً في ظل تعثر المساعي الدبلوماسية للتهدئة، واستمرار الغارات الجوية المتبادلة بين الجماعة والقوات الأمريكية.