كشفت دار الإفتاء المصرية، عن حكم من لا يملك ثمن الأضحية والعقيقة منفردين، بأن يجوز الجمع بينهما بنية واحدة في ذبيحة واحدة، شريطة موافقة وقت العقيقة وقتَ الأضحية، لأنهما من السنن التي يمكن تداخلهما، ويصح قصدهما بنية واحدة.

واستدلت بذلك ما فعلة بعض الفقهاء، في صيام يوم عرفة ويوم الاثنين إن وافق يوم الاثنين على ما ذهب إليه الإمام الحسن البصري، ومحمد بن سيرين، والإمام أحمد في إحدى الروايتين عنه، حتى روي أنه اشترى أضحية عن نفسه وأهل بيته وكان ابنه عبد الله صغيرًا فذبحها وأراد بذلك العقيقة والأضحية.

وأكملت دار الإفتاء: بأن جواز الجمع بين الأضحية والعقيقة، جاء تخفيفا على من لا يملك ثمن العقيقة والأضحية معًا، ولا يريد أن يُقصِّر فيما شرعت الشريعة من النسك؛لأن المقصود منهما التقرب إلى الله بالذبح، فدخلت إحداهما في الأخرى، كما أن تحية المسجد تدخل في صلاة الفريضة لمن دخل المسجد.

ما حكم الجمع بين نية الأضحية والعقيقة في ذبيحة واحدة

ومن جانبه، أوضحت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية في الأزهر الشريف أن اختلف أهل العلم في جواز الإشتراك في العقيقة والاضحية في ذبيحة واحدة، والمفتى به: "أنه متى استطاع السائل أن يشتري عقيقة وأضحية معًا لم يجز له أن يجمع بين هاتين النيتين في ذبيحة واحدة"، وذلك ترجيحًا لقول المالكية والشافعية ورواية عند الحنابلة، قال ابن حجر المكي في الفتاوى: "الذى دل عليه كلام الأصحاب وجرينا عليه منذ سنين، أنه لا تداخل في ذلك، لأن كلًّا من الأضحية والعقيقة سنَّةٌ مقصودةٌ لذاتها، ولها سبب يخالف سبب الأخرى، والمقصود منها غير المقصود من الأخرى، إذ الأضحيةُ فداءٌ عن النفس، والعقيقةُ فداءٌ عن الولد، إذ بها نُمُّوهُ وصلاحهُ، ورجاءُ بِرِّهِ وشفاعته، وبالقول بالتداخل يبطل المقصود من كلٍ منهما، فلم يمكن القول به، نظير ما قالوه في سُنة غسل الجمعة وغسل العيد، وسنة الظهر وسنة العصر، وأما تحية المسجد ونحوها فهي ليست مقصودة لذاتها بل لعدم هتك حرمة المسجد، وذلك حاصلٌ بصلاة غيرها، وكذا صوم نحو الاثنين، لأن القصد منه إحياء هذا اليوم بعبادة الصوم المخصوصة، وذلك حاصلٌ بأي صومٍ وقع فيه، وأما الأضحية والعقيقة فليستا كذلك كما ظهر مما قررته وهو واضح".

وفي حالة عجز السائل في أن يشترى عقيقة أو أضحية فيجوز له أن يشتري ذبيحة واحدة ينوي بها العقيقة والأضحية في وقت واحد، وذلك ترجيحًا لقول الحنفية ورواية عند الحنابلة وقول محمد بن سيرين وقتادة والحسن البصرى رحمهم الله جميعًا،واستدلوا بما روى ابن أبي شيبة -رحمه الله- في "المصنف": عَنْ الْحَسَنِ قَالَ: "إذَا ضَحُّوا عَنْ الْغُلَامِ فَقَدْ أَجْزَأَتْ عَنْهُ مِنْ الْعَقِيقَةِ".