آخر الأخبار


الخميس 29 مايو 2025
في تقرير جديد لصحيفة الغارديان البريطانية، كُشف النقاب عن واقع مأساوي يعيشه المدنيون في اليمن، حيث يتحملون الوطأة الكبرى من الغارات الجوية التي تشنها الولايات المتحدة وإسرائيل ضد جماعة الحوثي، وسط تحذيرات من فشل هذه العمليات في تحقيق أهدافها العسكرية، مقابل تصاعد الكارثة الإنسانية.
ووفقاً للصحيفة، فإن الضربات الجوية المتواصلة، التي تقول واشنطن إنها تستهدف مراكز الحوثيين، أسفرت عن مقتل وجرح العشرات من المدنيين، في ظل تأكيدات من منظمات حقوقية - بينها "AirWars" البريطانية - بأن القصف طال مناطق سكنية ومرافق مدنية في عدد من المدن اليمنية.
وعلّق مسؤول في القيادة المركزية الأميركية بأنهم "على دراية بادعاءات وجود ضحايا مدنيين"، مشيرًا إلى أن تحقيقات تُجرى لتقييم الخسائر، في وقت كانت فيه القيادة قد أعلنت أنها استهدفت أكثر من 800 موقع حوثي خلال الأسابيع الماضية، وقتلت "مئات المقاتلين"، وفق بيان رسمي.
لكن الميدان يقول غير ذلك، حيث أورد التقرير حادثة مقتل سائق شاحنة يُدعى نبيل يحيى بعد أن التهمت النيران ناقلته خلال ضربة جوية استهدفت منشأة رأس عيسى النفطية منتصف أبريل، في مشهد يكشف عن الكلفة الإنسانية الفادحة.
كما رصدت الصحيفة غارات إسرائيلية حديثة على مطار صنعاء ومحطة للكهرباء، خلّفت أضرارًا جسيمة بالبنية التحتية المدنية، وساهمت في تفاقم الأزمة المعيشية.
في ظل هذا التصعيد، تتحدث تقارير الأمم المتحدة عن أرقام مرعبة: أكثر من 17 مليون يمني يعانون من انعدام الأمن الغذائي، 5 ملايين منهم على حافة المجاعة، فيما تجاوز عدد النازحين حاجز الـ 4.5 مليون شخص، وسط شح المساعدات وانخفاض تمويل البرامج الإنسانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن قرار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بوقف العمليات الجوية جاء إثر "تعهد من الحوثيين بوقف هجماتهم على الملاحة في البحر الأحمر"، إلا أن كثيرين في اليمن شككوا في جدية الهدنة، خاصة مع استمرار الغارات الإسرائيلية.
وأكدت الباحثة اليمنية ميساء شجاع الدين، أن الحملة الأميركية لم تنجح في ردع الحوثيين، بل منحتهم فرصة لتعزيز نفوذهم الداخلي، مضيفة أن الهجمات لم توقف تهديداتهم ولا أعادت حركة الملاحة إلى طبيعتها.
وتابعت الصحيفة أن الولايات المتحدة، رغم وقف الغارات، تواصل خنق الاقتصاد اليمني عبر عقوبات استهدفت بنوكًا وناقلات نفط تتجه إلى موانئ مثل الحديدة، متهمة الحوثيين بتحويل عائداتها إلى تمويل أنشطتهم، وبيع الوقود في السوق السوداء.
وختم التقرير بشهادات مؤلمة ليمنيين وصفوا وضعهم بأنهم "عالقون بين قصف الطائرات وصمت العالم"، مؤكدين أنهم لا يملكون سوى الانزواء في منازلهم، ينتظرون مصيرًا لا يعرفونه، بينما تواصل السماء إرسال صواريخها.
كل دبوس إذا أدمى بلادي هو في قلبي أنا
فرانسوا بورغا والاسلاميون
قصة الطائرة الأخيرة!
رسالة قبلية تتحدى الكهنوت الحوثي
ماذا يعني فقدان طائرة نقل مدنية؟