آخر الأخبار


الأحد 8 يونيو 2025
في ذكري رحيله.. يعتبر الفنان العراقي الكبير نجيب الريحاني ، أحد أبرز وجوه المسرح العربي في النصف الأول من القرن العشرين، وقد تميز بتقديم الكوميديا السوداء، وأصبح أشهر ممثل ساخر في تاريخ المسرح العربي. لم يكن مجرد فنان، بل كان مؤمناً برسالة فنية سامية، يُقدّس المسرح ويعتبره جزءًا من حياته، حتى إنه في عام 1942، وعندما نصحه طبيبه بالابتعاد عن المسرح لستة أشهر حفاظًا على صحته، قال: "خير لي أن أقضي نحيبي فوق المسرح، من أن أموت على فراشي."
ومن الجدير بالذكر أن الريحاني كان حريصًا على ظهور جميع أفراد فرقته في أفضل صورة، رافضًا أن يكون النجم الأوحد.وعلى الرغم من اتهامه أحيانًا بالكسل بسبب تقديم مسرحية واحدة لفترات طويلة، إلا أنه كان يرد قائلاً: "خير لي أن أواجه الجمهور بمسرحية واحدة كاملة، من أن أقدم له عشر مسرحيات ضعيفة، أو فيها مواضع ضعف."
وكان الريحاني لا يبخل على فنه أبدًا، ولا يهتم بالربح المادي بقدر ما يهتم بإخراج عمل مسرحي متكامل، حتى لو أدى ذلك إلى تراكم الديون عليه. وقد نال فنه تقديرًا محليًا، إقليميًا، وعالميًا. فقد أعجب به السير سايمور هيكس عميد المسرح الإنجليزي، ورأه من نجوم الصف الأول عالميًا. كما حاز احترام عظماء مصر مثل طلعت حرب، وسعد زغلول، وهدى شعراوي، وغيرهم.
كما عرف بحسّه الوطني الثائر، فمسرحياته كانت سلاحًا لمحاربة الاستعمار والظلم والقهر، وكان يؤمن بالحظ، والتفاؤل، والأحلام.
وفي سياق متصل ..ولد نجيب إلياس ريحان، ذو الأصول العراقية، عام 1889، في حارة مصطفى بحي باب الشعرية، وكان والده تاجر خيول. تلقى تعليمه في مدرسة "الفرير" بالخرنفش، حيث تعلم اللغة الفرنسية، ومال إلى دراسة آداب اللغة العربية، خصوصًا الشعر وتاريخ الشعراء. وقد لفت أنظار أستاذه "الشيخ بحر" إلى موهبته في الإلقاء، فشجّعه على تمثيل بعض الروايات في مسرح المدرسة.
وبعد الدراسة، عمل موظفًا في البنك الزراعي بالقاهرة، وهناك تعرّف على عزيز عيد، وارتبط الاثنان بحب التمثيل. فكانت أولى رواياته المسرحية "الملك يلهو"، من ترجمة الأديب أحمد كمال رياض (بك).
وفي عام 1908، استقال عزيز عيد من عمله وأسس فرقته التمثيلية الأولى، وانضم نجيب إليه وانشغل بالفن على حساب وظيفته حتى فُصل من البنك. التحق بعد ذلك بفرقة سليم عطا الله في الإسكندرية، وفي أول عرض له خطف الأضواء حتى من مؤسس الفرقة، مما أدى إلى الاستغناء عن نجيب.
ثم عاد عام 1910 للعمل مجددًا في شركة السكر بنجع حمادي، لكنه فُصل مرة أخرى، فالتحق بفرقة الشيخ أحمد الشامي الجوالة كممثل ومعرّب للروايات الفرنسية براتب 4 جنيهات شهريًا. وعندما عُرضت عليه العودة للعمل في الشركة، قبل العرض نظرًا لصعوبة الظروف المعيشية. عاد إلى شركة السكر براتب 14 جنيهًا، وأقسم حينها ألا يعود للتمثيل مجددًا.
وفي 8 يونيو 1949، رحل الفنان العراقي الكبير نجيب الريحاني عن عالمنا، بعد أن قدم عمره كله للفن بإخلاص وصدق لا مثيل له. رحل الجسد، لكن بقي الاسم خالداً، محفورًا في ذاكرة الفن المصري والعربي ما دام الناس أحياء.
شرعية اليمن وأوراق الضغط
وين الغاز
صفعة ماكرون... وفضيحة العدالة العربية!
الفرق بين المقاومة الحقيقية والاستعراضية
عيدكم مبارك، وثوان قليلة يأخذ فيها شهيقًا!!!!
في هذا الوقت سيصبح الحوثي مجرد ذكرى سيئة في تاريخ بائد.!