الجمعة 27 يونيو 2025
الرئيسية - أخبار الخليج - صنعاء تحتفي بأربعينية الشاعر ياسين البكالي: صوت الحرية لا يموت
صنعاء تحتفي بأربعينية الشاعر ياسين البكالي: صوت الحرية لا يموت
الساعة 08:45 مساءً (بوابتي)

في صباحية امتزج فيها الشعر بالدمع، والكلمة بالوفاء، أحيا مثقفون وشعراء وأدباء اليوم في العاصمة صنعاء أربعينية فقيد الوطن والقصيدة، الشاعر الكبير ياسين محمد البكالي، الذي رحل جسدًا وبقي صوته حيًا في ذاكرة الشعر ومحراب الكلمة.

الفعالية، التي نظمتها مؤسسات ثقافية وأدبية يمنية، شهدت حضورًا لافتًا من رموز الأدب والفكر والشعر، ممن احتشدوا لتخليد سيرة شاعر لم يكن عابرًا في الزمن، بل حاملًا لهموم وطنه، ومعبرًا عن وجدان شعبه بلغة لا تهادن، وبموقف لا يلين.



وقال الدكتور عبدالكريم قاسم، الأمين العام المساعد لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، إن الفقيد لم يكن مجرد عضو في الاتحاد، بل كان ضميرًا حيًا فيه، وشاعرًا جعل من الكلمة "أداة لتطهير الوجدان لا ترفًا لغويًا".

واستحضر قاسم تجربة البكالي الفلسفية التي انعكست في شعره، واصفًا إياه بـ"فيلسوف الشعراء" ومؤكدًا أن دواوينه احتوت على تأملات عميقة في الموت والتصوف، جعلت من شعره نصًا مفتوحًا على المعنى والدهشة معًا.

وفي كلمة اتحاد الأدباء بصنعاء، أشار جميل مفرح، نائب رئيس الاتحاد، إلى أن تجربة البكالي "كانت متفردة في عطائها وابتكارها"، مؤكدًا أن إرثه الإبداعي سيبقى راسخًا في ذاكرة الشعر اليمني والعربي.

كما ألقيت كلمات مؤثرة من أصدقاء الشاعر ومحبيه، من بينهم الدكتور عبدالجبار الوائلي والشاعر محمد الجرادي، اللذان تحدثا عن البكالي بوصفه "شاعرًا كتبنا قبل أن يكتب عنا"، معتبرَين هذه الأربعينية وفاءً لشاعر لم يغادرنا، بل غادر الجسد فقط.

وجاءت ذروة التأثر في كلمتي نجليه، وديع ونجلاء، اللذين قدّما صورة عن والدٍ لم يكن مجرد أب، بل كان معلمًا وسندًا وصاحب مبدأ، علم أبناءه أن "الشاعر لا يساوم على صوته، وأن الكلمة موقف".

وتضمنت الفعالية قراءات شعرية لشعراء بارزين منهم محمد الأبارة، يحيى الحمادي، بديع الزمان السلطان، إلى جانب مشاركات شعرية مؤثرة من نهى ياسين، وثامر الجبل، ورهف الشولي، استعادوا فيها ملامح البكالي وملامح اليمن في شعره.

وتميّزت الفعالية أيضًا بمشاركة عربية لافتة، عبّر خلالها عدد من الأدباء والكتّاب العرب عن تقديرهم لمكانة الشاعر الراحل، داعين إلى دراسة تجربته الشعرية ضمن سياقها الإبداعي العربي والوطني.

وشهدت الفعالية عرضًا مرئيًا لمسيرة الشاعر، إضافة إلى تدشين كتاب توثيقي بعنوان "حين يغدو الرحيل وطنًا"، سلّط الضوء على أبرز محطات البكالي الأدبية والفكرية، ومآثره التي شكّلت رصيدًا متفرّدًا في الحياة الثقافية اليمنية.

واختُتمت الأربعينية بتكريم رمزي لروح الفقيد، اعترافًا بدوره كشاعر مقاوم وصوت حر ظل مخلصًا للكلمة، منتميًا للناس، ومعبرًا عنهم حتى اللحظة الأخيرة.


آخر الأخبار