آخر الأخبار


الاربعاء 28 مايو 2025
في الوقت الذي كانت فيه وزارة الخارجية أقرب إلى سفينة تائهة في بحرٍ هائج، بلا بوصلة ولا رُبّان، تسلّم الدكتور شائع الزنداني الدفّة بهدوء، لا يلوّح بيديه، ولا يرفع صوته، بل بدأ بإعادة ضبط الاتجاه، وأعاد لليمن صوتها في العالم، وصورتها في المرايا الدولية
مضى عام وشهران منذ أن تسلّم الرجل حقيبة وزارة الخارجية، لكن الحصيلة تكفي لكتابة فصلٍ جديد في ذاكرة العمل الدبلوماسي اليمني.
لم يكن اسمه جديداً في ساحات السياسة ولا غريباً على دهاليز العلاقات الدولية؛ فهو الخبير، والمفاوض، والدبلوماسي العارف بالملفات، الذي تمرّس في العمل الدقيق بعيداً عن الأضواء، ليأتي اليوم قائدًا لمعركة اليمن في الساحة العالمية، بلباقة الكبار وصبر المقاتلين.
يتنقّل الزنداني من قاعة إلى قاعة، من عاصمة إلى أخرى، يحمل وجع اليمنيين، يُسمع صوت الشرعية، ويكشف للعالم الوجه الحقيقي للمليشيا الحوثية – ذاك الوجه الذي لا يؤمن بشراكة، ولا يعترف بحرية، ولا يفهم معنى العدالة أو الديمقراطية. لقد قدّم الزنداني الحوثيين كما هم: كيان خارج عن العصر، يستند إلى وهم الولاية، ويستقوي بسلاح إيران على وطن جائع يبحث عن السلام.
في كل محفل، يكون هناك. لا تمثيلاً شكلياً، بل حضوراً واعياً فاعلاً، يصوغ البيانات، ويشارك في المداولات، ويفتح الأبواب المغلقة أمام اليمن المنسي. لم يعد هناك سفير نائم، ولا بعثة غائبة، فقد أطلق الزنداني حملة تفعيل غير مسبوقة لكل السفارات والبعثات، حتى تحوّل المشهد من خمول دبلوماسي إلى خلية نحل لا تهدأ.
من يعرف وزارة الخارجية، يعرف كم كانت مثقلة بالترهلات والشللية والمراكز المتداخلة. لكن الدكتور الزنداني، بصبر الحكماء، بدأ بإصلاح جسدها من الداخل. لم يرفع شعارات، بل بدأ بتنظيف الملفات، ومراجعة التعيينات، وإعادة تنظيم الإدارات، ليبني مؤسسة تحترم التراتبية، وتُعيد الاعتبار للكفاءة والمهنية.
ولأنه آخر من ينام، وأول من يصحو، وكأنه يدير غرفة عمليات دائمة، فيها تُدار ملفات اليمن، وتُرسم خرائط العلاقات، وتُعد الرسائل والمواقف. رجل لا يبحث عن كاميرا، بل عن نتيجة. لا ينتظر إشادة، بل يسعى لتأثير.
ولأن النجاح الحقيقي لا يُصنع من تغريدات ولا اجتماعات شكلية، بل من جهدٍ مستمر وعمل دؤوب، فقد نجح الزنداني في أن يكون أنجح وزراء الخارجية منذ سنوات، لا بمنصب، بل بمشروع، لا بشهرة، بل بإنجاز.
ها هو يُعيد لليمن حضورها الخارجي، ولشرعيتها وزنها، ولملفاتها صوتها، ويقود معركة أخلاقية وسياسية ضد مليشيا تتغذى على الدم والكراهية والتكفير، ويصرّ أن يكون وجه اليمن في الخارج ناصعاً، جمهورياً، متحضراً، صادقًا.
في زمنٍ تتساقط فيه الأقنعة، ينهض الزنداني بلباقة الدولة، لا صخب الميليشيا، ويكتب للتاريخ سطراً من نور.
هذا هو وزير خارجيتنا.. وهذه هي دبلوماسيتنا الجديدة.
صواريخ الحوثي التي تدمر عقل الناشئين وتخرب وجدانهم
الرجل الذي يحمل اليمن في حقيبته الدبلوماسية
انتهازية الاحزاب
مزّين المدينة.. مقالة أشادت بمسؤول فأدخلت كاتبها المستشفى!
قراءة موضوعية في الأحزاب السياسية اليمنية الرئيسيه
الرجل الذي يحمل اليمن في حقيبته الدبلوماسية