حذّرت دراسة علمية حديثة من أن فقدان نوم الموجة البطيئة، وهو أعمق مراحل النوم، لدى الأشخاص الذين تجاوزوا سن الستين، قد يزيد من خطر الإصابة بالخرف بنسبة تصل إلى 32%، لا سيما مرض الزهايمر الذي يعد الأكثر شيوعًا بين أنواع الخرف. الدراسة التي نُشرت في دورية JAMA Neurology أكدت أن فقدان 1% فقط من نوم الموجة البطيئة سنويًا يرفع خطر الإصابة بالخرف بنسبة 27% مقارنةً بمن يحافظون على هذا النوع من النوم.

وأوضح البروفيسور ماثيو باس، عالم الأعصاب في جامعة موناش الأسترالية، أن نوم الموجة البطيئة يلعب دورًا مهمًا في مساعدة الدماغ المتقدم في العمر على التخلص من النفايات الأيضية، بما في ذلك البروتينات المرتبطة بمرض الزهايمر. وأضاف أن انخفاض هذا النوع من النوم قد يمثل عامل خطر يمكن تعديله لتقليل احتمال الإصابة بالخرف.

وشملت الدراسة 346 مشاركًا تجاوزوا الستين من العمر، تم تتبعهم ضمن مشروع “فرامنغهام” الطبي، حيث خضعوا لدراستين لتخطيط النوم بين عامي 1995 و2003، مع متابعة حالتهم حتى عام 2018. وأظهرت النتائج أن معدل النوم العميق يبدأ في التراجع بعد سن الستين، ويبلغ أدنى مستوياته بين سن 75 و80 عامًا. خلال فترة المتابعة، تم تسجيل 52 حالة خرف، وأكد الباحثون أن كل انخفاض سنوي بنسبة 1% في نوم الموجة البطيئة يزيد من خطر الإصابة بمرض الزهايمر بنسبة 32%.

وأشارت الدراسة إلى ارتباط انخفاض النوم العميق بعدة عوامل منها وجود الجين الوراثي APOE ε4 المرتبط بالزهايمر، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وتناول أدوية تؤثر على جودة النوم، بالإضافة إلى فقدان حجم منطقة “الحُصين” في الدماغ، والتي تُعتبر علامة مبكرة على مرض الزهايمر.

رغم أن الدراسة لم تثبت وجود علاقة سببية مباشرة بين تراجع النوم العميق والإصابة بالخرف، إلا أنها أكدت على أهمية النوم الجيد كعامل وقائي محتمل ودعت إلى إجراء المزيد من الأبحاث في هذا المجال.

ونصح الباحثون بالحفاظ على عادات نوم صحية لتعزيز نوم الموجة البطيئة، من خلال الانتظام في مواعيد النوم، وتقليل التعرض للإضاءة والإجهاد قبل النوم، وكذلك تقليل تناول الكافيين والمنبهات في المساء.

وختم البروفيسور باس حديثه بالقول: "حتى وإن لم يكن السبب واضحًا تمامًا، فإن تحسين جودة النوم العميق قد يكون من أفضل الإجراءات التي يمكن اتخاذها لحماية الدماغ من التدهور العقلي مع التقدم في العمر."