أعلن الفاتيكان مساء الخميس انتخاب الكاردينال الأميركي روبرت بريفوست بابا جديدًا للكنيسة الكاثوليكية، خلفًا للبابا الراحل فرنسيس، بعد تصاعد الدخان الأبيض من مدخنة كنيسة سيستينا، إيذانًا بانتهاء المجمع المغلق بنجاح.

واختار البابا الجديد اسم ليو الرابع عشر، ليُصبح بذلك أول أميركي يتولى هذا المنصب منذ تأسيس الكنيسة، في مؤشر على اتساع تمثيل الكنيسة الكاثوليكية عالميًا. ويبلغ البابا الجديد من العمر 74 عامًا، وقد تولى في السابق منصب رئيس مجمع الأساقفة، ويُعرف بمواقفه المعتدلة والداعمة للعدالة الاجتماعية.

وفي أول كلمة له من شرفة كاتدرائية القديس بطرس، قال البابا ليو الرابع عشر:

"العالم اليوم بحاجة ماسة إلى السلام والحوار. سنبحث دائمًا عن السلام، وسنبني الجسور لا الجدران، بأيدٍ مفتوحة وقلوب منفتحة."

وأكد أن أولويات عهده ستكون مدّ جسور الحوار بين الشعوب والأديان، والعمل من أجل تحقيق العدالة والرحمة في عالم مضطرب.

جاء انتخابه بعد مداولات استمرت يومين بين 133 كاردينالًا ناخبًا من أكثر من 70 دولة، في مجمع اعتُبر من الأكثر تنوعًا في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية. ويرى مراقبون أن هذا الاختيار يعكس رغبة الكنيسة في الانفتاح على العالم المعاصر، وإعطاء صوت أقوى للمجتمعات الكاثوليكية خارج أوروبا.

بهذا الانتخاب، تبدأ الكنيسة فصلًا جديدًا من تاريخها، بقيادة روحية تأمل في جمع العالم على كلمة سواء، في زمن تتصاعد فيه الأزمات والانقسامات.