آخر الأخبار


الأحد 29 يونيو 2025
كان لي لقاء هام وطويل، استمر لساعات، مع أحد أبرز قيادات التجمع اليمني للإصلاح... رجلٌ من الطراز الرفيع، جمعني به الهم الوطني، وكان هذا الهم هو القاسم المشترك بيننا، وتحدثنا كرفاق سلاح لا كخصوم سياسيين.
دار بيننا حديث طويل ذو شجون، غاص في ذاكرة المعارك والجبهات، كما غاص في ذاكرة الخصومة التي دارت يوماً ما بين المؤتمر الشعبي العام و التجمع اليمني للإصلاح... ذكريات التنافس المحموم، والأخطاء الكثيرة، والإساءات المتبادلة... ولكننا وقفنا أمامها هذه المرة كرجال راشدين، نعترف بها، ونتقاسم مسؤوليتها، حتى وإن اختلفنا في تقدير نسب الخطأ عند كل طرف.
لكن ما هزّ وجداني وأشعل بصيص الأمل في قلبي، هو قول هذا القائد الإصلاحي الكبير لي:
"بعد أن رأينا الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح شهيداً صنديدا ، أصدرنا تعليمات داخلية بوقف كل خطاب الإساءة له، بل بمسح كل ما يسيء لشخصه من كل الوسائل التابعة للحزب، من صفحات إلكترونية أو قنوات مرئية أو غيرها...".
قالها بشهامة نادرة، وصدق صريح.
وللمفارقة، كان هذا الحديث قبل أسبوع فقط من رحيل الأستاذ العزيز فؤاد الحميري، رحمه الله رحمة واسعة، وكأنه كان حديث المصالحة والإنصاف قبل أن يغادر أحد مناضلي الكلمة.
هذه شهادة أسجلها للتاريخ... شهادة عن لحظة صدق واعتراف... لحظة نادرة في زمن امتلأ بالخداع والمكايدة.
رسالتي اليوم لكل وطني شريف: ارفعوا عن كاهل الوطن حِملَ الماضي، ولا تَجبنوا من مواجهة الحقيقة.
نحن جميعاً أخطأنا في حق الوطن، وما لم نمتلك شجاعة الاعتراف وتحمل المسؤولية، فإننا لا نستحق شرف أن نقف في وجه الحوثي، ولا أن ندّعي أننا نذود عن ترابه.
وإن لم نلتقِ على طاولة الاعتراف، فسنلتقي على رصيف الإقصاء...
وإن لم نتواضع الآن، سيتجاوزنا وطنٌ لم يعد يحتمل الغطرسة، ولا الأحزاب، ولا الكراهية.
سيخلف الله على هذه الأرض برجالٍ أنقياء...
رجالٍ يعرفون كيف يستعيدون اليمن، حين نعجز نحن عن استعادته من أنفسنا.
الحوثيون يجنون اكثر من مليار دولار سنويا من تجارة المخدرات
"حين ينحني التاريخ لنا ليمنحنا فرصة الغفران" رفقاء السلاح .... لاخصوم الأمس
خطاب المرشد: الدوغما، حينما تسحب السياسة الى فوهتها
المحسوبية… آفة العمل المؤسسي
منسيّون
كابوس الرياضيات: قصة طالب ذكي يعانق الفشل قبل أن ينتصر